3348 AlmustakbalPaper.net السوداني: البدء بالخطوات العملية لتنفيذ المشروع الخاص بتحلية مياه البحر بالبصرة AlmustakbalPaper.net الشيخ الخزعلي والحسان يؤكدان أهمية ضمان نزاهة الانتخابات وتهيئة الأجواء المناسبة لإجرائها AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية: سنعمل على تفعيل أهداف الاستراتيجية الوطنية لتعزيز سيادة القانون AlmustakbalPaper.net رئيس الجمهورية يدعو القوى السياسية للمشاركة في الانتخابات المقبلة AlmustakbalPaper.net
موسم الخطابة!
موسم الخطابة!
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
جمال جاسم أمين 
ربما علينا أن نعترف أولا أن فن الخطابة وضجيجها اللغوي المدوي مرتبط عضويا بنوع الثقافة البلاغية، التي لا تزال سائدة في منطقتنا العربية والشرق أوسطية عموما، فبعد أن تخلص الساسة الغربيون في كلماتهم وخطاباتهم من الإطناب والإسهاب والشروح الفائضة، نجد ان نخبنا السياسية ومبلغيها وسدنة إعلامها الحزبي لم تخرج بعد من شهية الكلام الطويل ومداولة الفكرة، بدءا من أول سطور الحديث حتى منتهاه، وكأن التكرار والإفاضة جزء لا يتجزأ من الإقناع المقصود. وهنا علينا أن نفحص هذا المفصل مليا. هل المقصود من كلماتنا عرض الأفكار وطرحها للحوار أم الإقناع الفوري والمباشر؟. يبدو أن رغبة المردود الفوري لا تزال هي المسيطرة على ذهن متحدثينا، علما أن الأمر ليس بهذه السهولة وعلى المتحدثين أن يدركوا حقيقة ان للناس رأيهم وثقافتهم ايضا.
ترى هل يفترض هذا النوع من المتحدثين ان الآخر بلا رصيد نهائيا؟وعاء فارغ ينتظر أن يملى عليه فيستجيب على الفور؟. هذه المقدمة هي تحصيل حاصل انتباهتنا على سيل الخطب والكلمات التي تدفقت لمناسبة ذكرى التاسع من نيسان، يوم انطلاقة عجلة التغيير السياسي في العراق وما تبعته من مراحل شائكة لا تزال محل جدل ونقاش حتى هذه اللحظة. للمناسبة تحريضها طبعا وللكلام قدرته على استلهام مثل هذا التحريض كي ينطلق في فضاء الخطابة السياسية للتبرير أو محاولة إقناع الناس بوجهة نظر هذه الكتلة أو تلك خاصة ونحن نمر بأخصب فترة جدل بين دعاة الإصلاح والمحافظة! وبالطبع كل مفردة من هذه المفردات تحتاج الى تفصيل خاص؛ بمعنى ان إرادة الإصلاح لا يمكن أن تختزل بكلمات عائمة أو تعديلات جزئية هنا وهناك لنقول انتهى الأمر، كما أن إرادة المحافظة عليها أن تقدم ما يكفي لتبرير وجهة نظرها أو شرعية طرحها الذي تروم تكريسه، ما يهمنا هنا بالضبط أن نتأمل موسم ومناسبة هذه الخطب، فحواها وجدواها، حصيلة ما تطرحه أو تتبناه في ظرف عصيب كالذي نمر به اليوم، يجدر بنا أن نثبت ما يلي بهذا الصدد:
1 - إننا وبحكم موروثنا البلاغي نهتم غالبا بتطويع خطبنا كي تلائم مقتضى الحال وليس «مقتضى الحقيقة»، مقتضى اللحظة التي نحن فيها وما تتطلبه من فذلكة للدفاع عن مواقفنا وليس السياق الطويل والمحايث لإنتاج هذه اللحظة، وهنا تتدخل المصالح الظرفية والأجندات الحزبية لكسر خطاب الحقيقة من أجل ترميم خطاب الحزب أو الكتلة والجماعة، سنشهد على ضوء هذه الرؤية ان المعركة لغوية هذه المرة، بلاغية ذات طبيعة سجالية لن تفضي الى شيء بالمرة.
2 - هذا المنحى من السجال السياسي الملغوم بدوافع نفعية ينبغي أن يلفت انتباهنا الى فداحة العنف اللفظي باعتبار انه مقدمة للعنف المادي، كما على الساسة أن يعرفوا أن عددا غير قليل من جمهورهم يصغي الآن لمثل هذا التشنج وهو على أهبة الاستعداد لترجمته واقعا عبر أعمال عنف تستهدف الآخر أو تطمح الى تصفيته، الأمر الذي يهدد السلم الأهلي في النهاية.
3 - خلت أغلب الخطب والكلمات من نبرة المراجعة خاصة بعد مرور ثلاث عشرة سنة على التغيير السياسي في البلد، بل كأن هذا الزمن الذي مر لا قيمة له وهو بالتأكيد ليس بالقليل، نحتاج الى كلمات مكاشفة لا كلمات تناحر، الى دراسة واعية للمعوقات التي تهدر الزمن، كم سيكون الأسف بالغا عندما نستشعر ان البعض لا تعنيه مثل هذه المكاشفة بل هو عاكف كليا على حماية غنائمه من العملية السياسية الجارية حتى لو ذهبت بالجميع الى الهاوية!
4 - السؤال الذي لا بد منه: هو أين سيذهب هذا الضجيج بعد أن ينتهي موسم الخطابة؟ أقصد المناسبة التي حرضت القول! ما الحصيلة التي نتوخاها؟ بالطبع لا شيء سوى اجترار المكرور والمعاد من الكلمات والأقوال، ترى هل تنتظر العام المقبل وفي مثل هذه الأيام بالضبط لنسمع الكلام ذاته؟
علينا أن نعرف أيضا أن الثقافة السياسية للأحزاب والنخب هي تحصيل حاصل الثقافة العامة؛ بمعنى أن النشاط داخل اللغة وحدها دون الواقع هو إحدى السمات التي تميزنا على مر تاريخنا، وعلى الورش الثقافية اليوم أن تقدم كشوفاتها بهذا الصدد، أن تفضح مثل هذه العيوب والتصدعات لتقليل كمية هيجان القول لصالح العمل، لا شيء أسهل من التبرير، لا شيء أسهل من التعمية، الإنجاز الحقيقي هو ألا نكسر المعنى على صخرة التناقض! ولا نخذل نعمة البصر بالتغاضي! الانتباه الشديد تحصيل حاصل الإخلاص الذي ننشد.

رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=17249
عدد المشـاهدات 2606   تاريخ الإضافـة 13/04/2016 - 20:30   آخـر تحديـث 02/07/2025 - 17:07   رقم المحتـوى 17249
محتـويات مشـابهة
أيمن الحكيم: موسم رائع للقاسم وهدفنا نهاية مشرفة أمام الأنيق
التجارة ..لجنة التسويق المركزية تعقد جلستها الرابعة عشرة لمناقشة مستجدات موسم تسويق الحنطة 2025
أربعة أندية عراقية فقط تحصل على الترخيص الآسيوي للموسم المقبل
الشيخ المسعودي يعلن تهيئة جميع الأمور المادية واللوجستية لموسم الحج
‎مجلس الوزراء يقرر : ‎ تعديل الخطة الزراعية للموسم الحالي لمحصول الحنطة بشمول الأراضي خارج الخطة

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا