المستقبل العراقي / عادل اللامي
التقدّم بات كبيراً والفلوجة قاب قوسين أو أدنى من التحرير، هذا ما تؤكده كلّ الأخبار والتطورات الواردة من المدينة الذي مضى على السيطرة عليها أكثر من عامين ونصف. وأمس الأحد، أعلن نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس تحرير 47 قرية في مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم (داعش)، وقال المهندس خلال مؤتمر صحافي عقده قرب مدينة الفلوجة، إن «الفلوجة تشكل ذراعا عسكريا قويا للعدو وسقطت بيده قبل سقوط الموصل»، محملا «عناصر داعش المتواجدين في الفلوجة مسؤولية 80% من العمليات الإرهابية في بغداد». وأضاف المهندس أن «مدينة الفلوجة على تماس جغرافي مع بغداد وكربلاء وبابل»، مؤكدا «تحرير47 قرية ضمن عمليات تحرير المدينة حتى الان». وأكد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أن «القوات المشتركة تمكنت من تقليص الخط الدفاعي حول الفلوجة والذي كان يصل الى نحو 90 كم، وأصبحت تحيط بالمدينة من كل الجهات وقطعت ترابطها بكل المحافظات، باستثناء جانب نهر الفرات الذي من المرجح أن يتسلل عناصر التنظيم من خلاله هربا من معارك التحرير»، مشيرا إلى أن «الأيام القادمة ستشهد تحرير ضفة نهر الفرات». وتابع المهندس، أن «القوات المشتركة تمكنت خلال وقت قياسي من فتح الطرق والسيطرة عليها، وسط هروب لداعش عبر النهر والى داخل الفلوجة»، مؤكدا أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة هم من سيتولون عملية اقتحام مركز مدينة الفلوجة، فيما تتولى فصائل الحشد الشعبي إسناد تلك القوات ودعمها». وأشار المهندس إلى إن «عدد عناصر تنظيم داعش المتواجدين داخل الفلوجة يقدر بين 2000 - 2500، 10% منهم أجانب وسعوديون»، مبينا أن «المنطقة تضم نحو 50 - 60 ألف مدني نزح منهم 8 آلاف حتى الآن». وأضاف أن «القوات المشتركة وفرت سيارات لنقل المدنيين من خطوط القتال إلى مراكز الإيواء الرسمية في عامرية الفلوجة، وجرت عملية نقلهم بسلالة رغم صعوبة المعركة ومشاكل الأرض»، مشيرا إلى أن «مواكب حسينية ساهمت بتوفير الدعم للنازحين». وقدم المهندس، شكره «لوسائل الإعلام التي ساندت الحشد الشعبي على الرغم من الحملة الكبيرة التي شنت وحاولت صبغ المعركة بصبغة طائفية، حيث كانت هناك جيش من المساندين في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي»، داعيا إلى «منح النازحين الذين حكمهم داعش بالقوة استقبلا أفضل وتقديم الدعم لهم». كما عزا المهندس «تسمية عمليات تحرير الفلوجة بعمليات 15 شعبان جاء تيمنا بشهر شعبان والذكرى الثانية لتأسيس الحشد الشعبي»، مقدما شكره «المرجعية والحكومة والقوات الأمنية ووزارة الصحة لمساندة الحشد الشعبي». وأضاف المهندس، أن «الحشد الشعبي يخرج من المناطق فور انتهاء عمليات تحريرها كما حصل في الكرمة ويحصل حاليا في منطقة الصقلاوية»، مؤكدا أن «قيادة عمليات بغداد وشرطة الانبار هي من وكلت بإدارة هذه المناطق». ودعا المهندس، إلى «العمل بشكل سريع لإعادة النازحين إلى منازلهم في تلك المناطق»، مشيرا إلى أن «منطقة الكرمة مؤمنة وتستطيع العوائل المدنية العودة إليها بشكل سريع».وتابع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أن «الوجهة المقبلة للحشد الشعبي بعد إنهاء موضوع الفلوجة بشكل تام، هو الذهاب إلى أي منطقة ترتبط بداعش ومنها الموصل وحويجة»، عادا أن «أي جهة لن تستطيع منع الحشد الشعبي من تحرير تلك المناطق». بدوره، أعلن الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري انتهاء المرحلتين الاولى والثانية الخاصة بعملية تحرير مدينة الفلوجة. وقال العامري، خلال مؤتمر صحافي في منطقة الصقلاوية، إن «المرحلتين الاولى والثانية من عمليات تحرير الفلوجة اكتملتا بعد تطهير الكرمة من تنظيم (داعش)، بشكل كامل». وأضاف العامري، أن «معركة تحرير الصقلاوية، التي انتهت السبت، كانت اكثر تعقيداً من بقية المناطق المحررة، بسبب وجود العوائل التي حاولنا افساح المجال اليها للنزوح عبر الطريق الساحلي الذي يربط الصقلاوية و الفلوجة، مما تطلب وقتاً اطول للانتهاء من تطهيرها»، مؤكدا «اجلاء اكثر من ٤٠٠٠ شخص من أهالي الصقلاوية بعد نقلهم الى الأماكن المخصصة لايوائهم». واوضح العامري، انه «نستطيع القول ان المدينة وحسب الخطة المرسومة لها أصبحت محاصرة من جهتي الشمال الشرقي والشمال الغربي، بشكل كامل ولم يتبق سوى مسلك واحد وهو باتجاه غرب الفرات باتجاه عامرية الفلوجة وتقاطع السلام ونحن تركنا هذا الطريق من اجل خروج العوائل». ودعا العامري، «اهالي الفلوجة الى الخروج عبر الممرات الآمنة التي اشرتها القوات الامنية لهم»، مؤكداً ان «الحشد قادر على اقتحام المدينة ولكن لسنا مستعدين لذلك خوفاً من تعريض حياة المدنيين الى الخطر جراء عمليات الاقتحام وتبادل النيران». ولفت العامري، الى أن «عمليات التحرير التي تحققت في مناطق الفلوجة، تحققت بأيد عراقية 100%، شارك فيها الحشد والشرطة الاتحادية والجيش وطيران الجيش، من دون ان يكون لقوات التحالف اي دور فيها».وتابع العامري، أن «الحشد لديه قرار مسبق بعدم الدخول الى الفلوجة وهو ما تم التحدث به مع قائد شرطة الانبار، بعــد ان تم تكليف الجيش في مهمة دخول المدينة»، مؤكداً في الوقت ذاته «اننا ملتزمون بذلك». |