السوداني بذكرى العاشر من محرم: مضينا في طريق الإصلاح والبناء بالرغم من محاولات الإرباك والتضليل AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية يعلن نجاح الخطة التنظيمية التنسيقية ليوم العاشر من شهر محرم الحرام AlmustakbalPaper.net البنك المركزي: مشروع البطاقة الوطنية للدفع الإلكتروني خيار محلي وبالدينار حصرا AlmustakbalPaper.net المالكي في ذكرى عاشوراء: الأمة مدعوة إلى الوحدة والتماسك AlmustakbalPaper.net المندلاوي: من يقف اليوم بوجه الجرائم الصهيونية يهتدي بنور كربلاء AlmustakbalPaper.net
رمزية تحرير الفلوجة
رمزية تحرير الفلوجة
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
صادق كاظم 

للفلوجة حكاية طويلة ومعقدة مع الإرهاب الذي استباحها بالرغم من ارادة اهلها ولمرات عدة قبل ان ينتفض سكانها الشرفاء على عصابات الإرهاب تلك في أوائل العام 2007 ويعيدوها إلى الحضن الوطني قبل ان تستباح مرة اخرى قبل عامين. تحولت الفلوجة منذ ذلك التاريخ الى حصان طروادة لتنظيم داعش الإرهابي للتمدد وتهديد مختلف المناطق والمدن العراقية سواء في اطراف بغداد والرمادي وسامراء وربما النجف وكربلاء حتى. 
كان تمسك الإرهابيين بهذا المعقل الخطير ورغبة القيادة العسكرية العراقية بتحرير المناطق الستراتيجية المهمة في ديالى وتكريت وجرف الصخر وراء تأخر انطلاق عملية استعادة الفلوجة من قبضة الإرهاب قبل ان يتخذ القرار الحاسم بتحريرها مؤخرا. 
عملية التحرير تأخذ طابعا مريحا للقطعات المنفذة التي امتلكت الخبرة الكافية طوال سنوات الحرب التي مضت مع تنظيم “داعش” بسبب معرفتها الدقيقة بأساليبه واتباع انجح الطرق في مكافحة عناصره ومفخخاته بالاعتماد على العامل الاستخباري والاستطلاع الدقيق والعميق لمواقعه وكشفها في الوقت المناسب. تحرير الفلوجة يحمل رمزية كبيرة فهو سيشكل ضربة معنوية ولوجستية خطيرة لعصابات داعش وسيحرمها من معقل مهم كانت تدير منه عملياتها الإرهابية نحو مختلف المدن والمناطق وبقاؤها بيد هذه العصابات يعرض امن العاصمة ومناطق الجنوب الى الخطر.
 لقد بذلت القوات الامنية، طيلة عام ونصف منذ شنها عدة عمليات لتطهير الاطراف المحيطة بالفلوجة تمهيدا لخنق الارهابيين بداخلها، العديد من التضحيات والجهود في سبيل تحرير المدينة وانقاذ اهلها من قبضة العصابات الارهابية التي اختطفتهم واتخذت منهم دروعا بشرية لمنع القوات الأمنية من الوصول إليها. 
كعادتها تحركت الماكينة الاعلامية المساندة للدواعش بشخصياتها ورموزها المعروفة لتتباكى على مصير الدواعش فيها عبر ادعاء ان المدينة ستتعرض لحملة انتقام شرسة ستقضي على سكانها الآمنين بأكملهم وان اكثر من 100 ألف مواطن فيها ستتم ابادتهم وهو موقف يعكس العقلية الطائفية النتنة التي يملكها هؤلاء حين يصورون القرار الوطني العراقي بتحرير اراضيه المحتلة وفك اسر المواطنين فيها بأنه غزو واحتلال واعتداء على هذه العصابات البريئة بنظر هؤلاء والتي تقدم لنا وبشكل معلن ومكشوف ابشع الصور والمواقف عن عمليات الاعدام والقتل وبطرق لا يقوم بها الا المختلون عقليا كإغراق السجناء بعد وضعهم في اقفاص في احواض النتريك او قطع الرؤوس بالسيوف والفؤوس وقطع الالسن والاطراف او حرق الاجساد بالنار وغيرها من التصرفات التي تباركها هذه المؤسسات والرموز المتعاطفة مع داعش. 
سير العمليات الحربية وحجم القطعات المشاركة في العملية تؤكد الاقتدار الوطني في انهاء الصفحات بمواعيدها المقررة لها وعدم تمكين هذه العصابات من المبادرة في القتال واجبارها على التراجع, حيث انجزت هذه القوات عملية تطهير اطراف المدينة وصولا الى المداخل الرئيسية ومن جهاتها المحتلفة للقيام بعملية التحرير داخل المدينة وشوارعها وازقتها. 
الزخم المتواصل للقوات المشاركة في العمليات والغطاء الناري الكثيف الذي تؤمنه اسلحة المدفعية والطيران اسهم في تدمير دفاعات داعش وفتح الطريق للقوات المسلحة العراقية والقوات الساندة لها للوصول الى الاهداف المرسومة لها واكمال عملية عزل المناطق المحيطة بالمدينة عنها وحصر الدواعش بداخل الفلوجة بعد اكمال عملية الطوق حولهم. 
تحرير الفلوجة وطرد الدواعش منها سيكون انتصارا مؤزرا وهزيمة مرة للارهاب ورموزه التي طالما تباهت بسقوط الفلوجة بقبضتها, فضلا عن انه سيؤكد القدرة العراقية على استرداد الاراضي المغتصبة التي سقطت نتيجة لظروف غير طبيعية اسهمت فيها عدة عوامل قادت الى هذه النتائج المؤسفة. حصول هذه العملية يؤشر ارجحية اعطاء الاولوية للفلوجة كأسبقية في التحرير عن سواها من المناطق المحتلة كالموصل وجنوب كركوك والمناطق الغربية المتبقية لاسباب ستراتيجية تتعلق بخطورة موقعها كونها تشكل تهديدا لامن العاصمة بغداد واقفال منافذ الاختراق المحتملة لها, حيث ان نجاح العملية سيؤدي حتما الى تأمين العاصمة بغداد واطرافها الغربية والمنشآت الحيوية القريبة منها وسيجعل محافظة الانبار نظيفة من الارهاب بالكامل بعد اكمال تحرير آخر ما تبقى من مدن محتلة عند الحدود السورية كالقائم وراوة وعانة وقطع الامدادات القادمة من سوريا باتجاهها, فضلا عن شروع القوات الأمنية بإطلاق عملية تحرير منطقة جزيرة الخالدية التي تشكل تهديدا لمدينة الرمادي, خصوصا وان قوات الحشد الشعبي بفصائلها المختلفة نجحت بتأمين جزيرة سامراء وصولا الى الثرثار وقطع جميع خطوط امدادات الدواعش من الموصل وبالعكس الى الرمادي والفلوجة. 
لقد تحمل الشعب العراقي طيلة السنوات التي تلت عام 2003 الكثير من المعاناة من قبل عصابات الارهاب وبتفاصيل دموية اودت بحياة اكثر من ربع مليون مواطن عراقي, لكن الصبر والتحمل قاد الى هزيمة الارهاب في معركة تجري وقائعها الآن وبصمود اسطوري نتيجته النهائية النصر بإذن الله، وهو امر يذكرنا بموقف تاريخي مشابه عندما قامت المانيا النازية باعلان الحرب على بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، فحينذاك وقف رئيس الوزراء البريطاني تشرشل مخاطبا شعبه بانه ليس لديه ما يقدمه لهم سوى الصبر والالم والدموع فكانت النتيجة اندحارا للنازية وهزيمة لها.

رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=19211
عدد المشـاهدات 292   تاريخ الإضافـة 07/06/2016 - 19:27   آخـر تحديـث 28/06/2025 - 14:29   رقم المحتـوى 19211
محتـويات مشـابهة
نصب «بيعة الغدير».. تحفة فنية تجسد رمزية الولاء في قلب النجف الأشرف
رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يستقبل وفداً إعلامياً إيرانياً رفيعاً من رؤساء التحرير والمواقع المؤثرة وصناع المحتوى
رئيس هيأة الإعلام والاتصالات د.نوفل أبورغيف يلتقي رؤساء تحرير الصحف ويؤكد دعم الإعلام المطبوع وتعزيز السياقات المهنية
بمناسبة صدور العدد الرابع من مجلة المعلم عميد كلية التربية الاساسية ديالى يكرم أسرة التحرير
المرصد السوري: فصل 100 ألف موظف واستبدالهم بآخرين شرط الولاء لـ «هيئة تحرير الشام»

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا