بغداد / المستقبل العراقي
لا استقالات في الحكومة التركية بعد مجزرة مطار أتاتورك. الرئيس رجب طيب أردوغان يدشن جسر «الغازي عثمان» البري في إزميت، أحد أهم مشاريعه العمرانية، فيما الأجهزة الأمنية تداهم، وتعتقل، وتعلن عن إحباط هجمات، وتحدد جنسيات الانتحاريين الثلاثة الذين نفذوا الهجوم الدامي على مرفق حيوي تابع للدولة، لكن التلميح إلى ضلوع تنظيم «داعش» في الهجوم، لا يكفي لفهم استراتيجية أنقرة لمواجهة مخططاته، في وقت يؤكد محللون أتراك أن «الآتي سيكون أعظم» وأن دولتهم «تدفع ثمن أخطائها». وأعلنت السلطات ارتفاع حصيلة الهجوم الدموي إلى 44 قتيلاً، بينهم 19 أجنبياً، وأن الهجوم «يدور في فلك تنظيم الدولة الاسلامية على الأرجح»، وقد أطلقوا النار بغزارة في قاعة المسافرين ثم عمدوا إلى تفجير أنفسهم الواحد تلو الآخر. واعتقلت الشرطة التركية 13 شخصاً، بعد عمليات دهم متزامنة في 16 موقعاً في اسطنبول، كما ذكرت وكالة أنباء «الأناضول»، فيما أعلن مسؤول تركي أن الانتحاريين الثلاثة هم روسي وأوزبكي وقرغيزي. وقالت صحيفة «يني شفيق» إن منسق الهجوم يشتبه في أنه أحمد شاتاييف وهو من أصل شيشاني. وإسم شاتاييف مدرج على قائمة عقوبات الأمم المتحدة بوصفه قيادي في «داعش» مسؤول عن تدريب المتشددين الناطقين بالروسية، وهو أيضاً مطلوب لدى السلطات الروسية. من جهته، أوضح رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أن «الإرهابيين، الذين أرادوا أولاً اجتياز أولى عمليات المراقبة الأمنية» على مدخل مطار أتاتورك، «غيروا آراءهم وعادوا مع بنادق رشاشة أخرجوها من حقائبهم قبل أن يجتازوا الرقابة، وبدأوا إطلاق النار على الناس من دون تمييز»، مضيفاً أن «واحداً منهم فجر نفسه في الخارج»، وأن «الإثنين الآخرين قد استفادا من الذعر والهلع ودخلا المطار حيث فجرا نفسيهما». لكن مسؤولاً تركياً كبيراً مقربا من الرئاسة قدم رواية مختلفة، قائلاً إن الانفجار الأول وقع عندما دخل أحد الانتحاريين قاعة الوصول وفجر نفسه قبل أجهزة التدقيق الإلكتروني والأشعة إكس، فيما استفاد انتحاري ثان من الذعر وسط المسافرين وموظفي المطار، ودخل إلى قاعة الوصول فوق قاعة المغادرة وفجر نفسه هو أيضا، لافتاً إلى أن الانتحاري الثالث انتظر خارج المطار وكان آخر من فجر نفسه. إلى ذلك، توقع خبراء هجمات أخرى على أراضي تركيا التي وفرت تربة خصبة للتنظيم أزالت الصعوبات أمام تجنيده عناصر جديدة. وقال رئيس مركز علوم الاقتصاد والسياسة الخارجية في اسطنبول سنان أولغين إن «تركيا تكافح تنظيم الدولة الإسلامية حالياً، لكن أخطاءها السابقة لها تبعات». وأضاف الديبلوماسي السابق أن تركيا «معرضة جداً للاعتداءات، نظراً إلى موقعها الجيوستراتيجي على أبواب سوريا والعراق»، معتبراً أن «تركيا موقع سهل لعمليات تنظيم الدولة الإسلامية، أكثر سهولة بكثير من أوروبا». إلى ذلك، دعت روسيا، أمس، تركيا إلى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بعد هجوم مطار أتاتورك، مؤكدة أن عودة العلاقات بين البلدَين مرتبطة بنتائج المحادثات المقبلة. وأكد الكرملين أن روسيا ستتخذ إجراءات لتخفيف القيود الاقتصادية والتجارية التي فرضتها على تركيا «بناء على نتائج المحادثات بين موسكو وأنقرة». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر الحكومة الروسية ببدء محادثات مع تركيا لاستئناف العلاقات التجارية وإسقاط القيود على زيارة السائحين الروس لتركيا. لكن وكالة «إنترفاكس» للأنباء نقلت عن السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف قوله إنه لا يمكن استئناف السياحة الروسية في تركيا بالكامل قبل ضمان سلامة السياح الروس. وأشار كارلوف إلى أن موسكو تتوقع تعويضاً من أنقرة عن إسقاط المقاتلة الروسية على الحدود السورية، والتي أدت إلى توتر العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن بوتين «أوضح شروطنا لاستعادة العلاقات: اعتذارات ومعاقبة مرتكبي الحادث والتعويض». |