المستقبل العراقي / نهاد فالح
بدأت الخطوات التي تتخذها الإدارة الأميركية في دعم البيشمركة، عبر مدها بالمال والسلاح، تتكشّف، لاسيما وأن المكاسب باتت مرئية أكثر مما سبق، وهذا ما بدا جلياً للمراقبين للشأن الكردي في العراق قبل غيرهم. ووفقاً للآراء الكردية، فإن أمريكا، ومن خلال دعمها لحكومة رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني تعمل على تحقق مكاسب كبرى مقابل مكاسب وقتية لبارزاني قد لا تجد لها قيمة في المستقبل القريب. وبحسب مصادر كردية فإن الدعم الأميركي يهدف الى الحصول على قاعدة عسكرية في كردستان، فضلاً عن استغلال الورلايات المتحدة لبارزاني المخالف لمواقف ساسة العراق سواء في بغداد أو حتى داخل كردستان بعد الخلاف الكردي – الكردي واستثمار هذا الموقف لصالحها. وتتحدث المصادر عن سبب آخر تريده أمريكا من تقريب بارزاني إليها وهو جعله ممثل اسرائيل التي تريد ايجاد موطئ قدم ثابت لها في المنطقة وهو ما وجدته في شمالي العراق. وقال المحلل السياسي العراقي عبد الامير الشمري إن «ارتماء الجانب الكردي بتمامه الى الجانب الأميركي وهو يحلم أن تكون كردستان جزءاً لا يتجزأ من الخارطة الإسرائيلية - الأميركية في المنطقة هو أحد اسباب قيام أمريكا بتقديم الدعم لكردستان». وأضاف، وفقاً ما نقلت عن وكالة «فارس»، أن «أمريكا لا تلام كثيرا على اعتبار انها تبحث عن حليف كبير وقوي قريب من الجمهورية الاسلامية وقريب من تركيا والعراق وسورية لينغص حالة حزب الله بالمنطقة»، لافتاً إلى ان «أميركا لم تتصرف بحالة حمقاء هذه المرة لكنها تصرفت وفق مصلحتها والذي ساعدها على ذلك هو الحمق السياسي في مناطق محيطة بكردستان». وشدد الشمري بالقول أن «كردستان ستمثل قريباً الشرطي المطيع لأميركا والذي بإمكانه ان يقمع حركات الجهاد والثورة في المنطقة»، محذراً من «محاولات أمريكا المستمرة لتقديم السلاح الى حكومة كردستان لدعم البارزاني». وقال الشمري أيضاً ان «امريكا حينما تتصرف بهكذا تصرف مع كردستان التي هي جزء من العراق وهي ضمن الدائرة الحكومية العراقية ستكون قد أخلت بالاتفاقات الدولية لان أمريكا وعلى سبيل المثال لا تقبل ان نزود اي ولاية من الولايات الأميركية بأي سلاح خارج عن إرادة الحكومة المركزية الأميركية». وتابع قائلاً أن «الولايات المتحدة الأميركية تمتاز بامتلاكها ما يسمى بالحاكمية الشخصية يعني حاكمية الفدرلة لكن المهم بهذا لماذا أميركا تصرفت بهكذا تصرف؟ والجواب أن عوامل عدة دفعت بها الى ان تتصرف هكذا اولها هو ضعف الجانب العراقي وتسامح هذا الجانب في المرات السابقة بهكذا تصرفات فأميركا لو وجدت قوة عراقية حكومية تدفع هذا الموضوع الى اقصاه لما فعلت ذلك». ولا تزال الترجيحات حاضرة بشأن إنشاء قاعدة عسكرية جوية بحضور بري للولايات المتحدة في منطقة كردستان العراق رغم عدم إعلان الحكومة الأمريكية ونظيرتها في كردستان أي سعي في هذا الاتجاه. ورجحت مصادر كردية أن «توافق حكومة مسعود بارزاني على هذا المطلب للحصول على دعم أمريكي لا يقتصر على جانب معين». إلا أن أي اتفاق في هذا الإطار دون علم حكومة بغداد سيكون لاغيا وفقا لنواب عن التحالف الوطني العراقي الذين اعتبروا هكذا اتفاق تدخلا في الشأن العراقي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول استغلال الخلافات المتكررة بين حكومتي بغداد وأربيل. وقال النائب عن التحالف الوطني سليم شوقي إن «من الثوابت التي نعتبرها هي عدم اتخاذ أي قرار إلا بالتشاور مع الحكومة العراقية وقلنا لا يمكن لأي قوات اجنبية أن تدخل الاراضي العراقية اذا كانت برية اما اذا كان هناك دعم لوجستي أو دعم مالي فلا بأس في ذلك اما ان يكون تواجد عسكري فهذا مرفوض وكذلك اي قرار من الخارج لا يحظى بموافقة او اتفاقية من الجانب العراقي حقيقة نعتبره لاغيا ونعتبره تدخلا في الشأن العراقي». وأضاف شوقي إن «العراق يرحب بأي دعم دولي لمساعدته شريطة ان يمر خلال القنوات الرسمية العراقية اما اذا كان بعيدا عن التنسيق مع الحكومة العراقية فسنعتبره تدخلا في الشأن الداخلي ونحن لسنا بحاجة له ولم ولن نتعامل معه وسنبدي اعتراضنا اذا ما تم ذلك التعاون وبالتالي يجب حتى على كردستان ان تتحمل مسؤوليتها باعتبارها جزءً من الحكومة العراقية و من الشعب العراقي». |