جمال فتحى عبد الرحيم
رفع النور خيمته من فوق حياته، رسم الظلام مساره بفرشاة كسلي، ذاب كشمعة محترقة بين أضلاع الكهف، ذبل كزهرة بيضاء يأكلها دود مجهول، روي عرقه ظمأ الصبار. تتلاحم دموعه ودمه مع الاسمنت والأحجار.. شيدت قصورا للأغنياء. طعامه من خبز الغربة .ثيابه قاتمة الألوان . يغدو كغزال هارب مشتاق إلى ربيع الحرية والأحلام . ينقذه فأر من بين القضبان. يجد قِطّـًا يحاول الصعود بمخالبَ من نحاس ليصل إلى قصر الحاكم ليخبره بما فعله الكلاب . ليجده نائما نومة سليمان وحوله يدور الجان . لا يعرف أن الحاكم قد مات , والكلاب تحكم المدينة الفاضلة المرسومة في الأحلام. يخلع ملابس الذل والحرمان ..يستحم في نهر الدموع . أحرق جسد الخوف ..أنار أعلام الحرية .. أصبح كومة تراب.. يصحو الحاكم من غفلته ؛ فيجد مدينته بلا سكان. ضحكوا من وراء القضبان .. لسماع القاضي يحكم بالإعدام وأنهم يعرفون حكمه مسبقا . كيف يموت طالب الحرية مرتين ؟!! |