جواد الهنداوي يخطئ مَنْ يعتقد أنَّ حرق المصحف الكريم وحرق راية البلد العظيم في تأريخه و تراثه و عطائه الانساني الزاخر ،هي ارادة ” سلوان موميكا ” ،اسم الشخص الذي أقدمَ على حرق الكتاب المقدس والرمز الوطني لدولة ،تنهضُ تواً ومن جديد ، منتصرة على الارهاب ، وعلى التحديات ، وتحاول (واقصد دولة العراق ) ، الخروج من شرنقة الازمات . الاحداث و الظواهر التي تحدثُ في العراق وفي المنطقة ،او التي تستهدف العراق و المنطقة ،برموزها الوطنية او بمقدساتها ، لا تُولَدْ من رحم الصدفة ! لكل حدث او ظاهرة اسلاك مرتبطة بمولّدات تضّخُ وقود الفتنة والتفرقة ، وديناميت اسقاط وتدمير المقدسات والمعتقدات ورموز السيادة والوحدة الوطنية . مَنْ ،حسب ما تعتقدون ، له المصلحة في اسقاط و تدمير المقدسات و المعتقدات والثوابت الاخلاقية و القيميّة للمسلمين والعرب ؟ مَنْ ، برأيكم ،له المصلحة ، باستهداف رمز العراق وسيادة العراق ووحدته الوطنية ؟ مَنْ هولاء الذين ينتظرون الفرص لعرقلة مسيرة العراق الوعِرة نحو النهوض و حّلْ الازمات ؟ كثيرون هم مَنْ خلف ما حدثَ و يحدثْ ، كبارا وصغارا ، في الخارج وفي الداخل . وهل تحرّرَ العراق من الجهل والعصابات والعملاء ، والذين يمتعضون من عراق ذا سيادة وقرار ومكانة دولية مرموقة ؟ لماذا القرآن والعراق ونحن قد مررنا ( عيد الاضحى ) ، ونحنُ على اعتاب ايام ومناسبات دينية مقدّسة ؟ لماذا القرآن والعراق ونحن على اعتاب نهضة استثمارية وانفتاح دبلوماسي وتوقيع عقود استثمارية ضخمة وواعدة ، ونحن في اجواء وعي وطني بحقوق العراق في مياهه وفي وحدة اراضيه ، وفي حقولهِ النفطية المشتركة ؟ للاسف ، اتوقّعُ تكرار ممارسة الاعتداء على قدسيّة القرآن الكريم ،كي تصبح هذه الممارسة أداء مُبتذلا و موضة جديدة ، والهدف هو اسقاط وتدمير حرمة ومكانة وتأثير الكتاب المقدس على الوعي الجمعي للعرب وللمسلمين . مَنْ مِنّا كان يتوقع ان يتم حرق القرآن الكريم وبحماية دولية ؟ مِنْ مِنّا كان يتوقع أن يُحرق كتاب الله عزّ وجلْ ، وتحت شعار حقوق الانسان وحرية التعبير ؟ لنعد بذاكرتنا الى الماضي القريب في احداثهِ و وقائعه ، سنجدُ جواباً لتساؤلاتنا ،لماذا القرآن و العراق ؟ ونأخذُ الحيطة والحذر ازاء اجراءاتنا كدولة و ازاء ردود افعالنا كشعب . كان توريط العراق في حربهِ مع ايران وفي احتلاله الكويت ، ثّمَ احتلال العراق و حصاره ونهب ثرواته وتدمير بنيتّه التحتيّه مدخلاً للتعامل مع العرب والمنطقة وفق الظواهر السلبية التالية : الارهاب ، الشرق الاوسط الكبير ، تصفية القضيّة الفلسطينية ؛ حصار ، احتلال . و انقسمَ العرب وكذلك دول اقليمية اسلامية ، ازاء هذه الظواهر المُبرمجة والمفتعلة ، بين ممول وداعم وبذرائع مختلفة وبين ضحيّة و مقاوم ، وفي مقدمتهم كان ايضاً العراق ! حتى تروم قوى الشّر والدمار بأنْ يدّبُ الداء و السّراء في جسم العرب والمنطقة ، تبدأ قوى الشّر والدمار بالعراق ، مثلما بدأَ الارهاب في العراق و انتشر . فشلوا في سلاح الارهاب ، و استبدلوه بالقوى الناعمة ، والتي تنشط وتؤدي اثرها باستخدام حقوق الانسان و حرية التعبير والديمقراطية ،للمرور من خلالها و بواسطتها نحو اسقاط المقدسّات و المُحرّمات ،وها نحنُ الآن في بداية المحطات في طريق طويل ( محطة نشر الديمقراطية ،محطة فرض المثلية ، محطة حرق القرآن و المقدسات ) . انتصرنا على سلاح الارهاب بسلاح المقاومة ، ودعونا ننتصر على قوى الشّر والدمار وسلاحهم الناعم بسلاح المقاومة الناعم ايضاً ، بالتنديد و بالاستنكار ، وبوسائل دبلوماسية وفقاً للقوانين والاتفاقيات الدبلوماسية المعمول بها . دعونا نبرهّن للعالم ديمقراطية نظامنا السياسي وأخلاقنا الاسلامية وسلوكنا الحضاري وجذور هذا السلوك .لطالما افتخرنا بحضارتنا و بتاريخنا الحضاري و بأخلاقنا الاسلامية ،فلنبرهن للعالم اليوم ذلك ،ونصمد ونصبر امام استدراجات قوى الشّر والدمار ،والتي تستهدف سيادتنا ونهضتنا وتنميّة العراق وعلاقاته الدولية و الدبلوماسية . قوى الشّر والدمار تريد استدراج العراق ،مرّة اخرى ،نحو الفوضى ،ولهم في ذلك مصالح وغايات سياسيّة ، وفي مقدمة قوى الشّر و الدمار اسرائيل ، ولا تستبعدوا علاقة بين جريمة ” سلوان موميكا ” و أختفاء ” أليزابيث تسوروكوف “في العراق ،و مطالبة اسرائيل السلطات العراقية بالمسؤولية للحفاظ على حياتها . |