م.م عامر هاتو حميد الازيرجاوي / جامعة ميسان في عصرنا الراهن، أصبحت التكنولوجيا جزءًا أساسيًا في حياة الطفل، وأثرها لا يقتصر فقط على مجالات التعليم والترفيه، بل يمتد ليشمل كل جوانب الحياة اليومية من خلال الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والإنترنت، صار الطفل قادرًا على الوصول إلى عالم واسع من المعرفة والمعلومات، حيث يستطيع استكشاف أفكار جديدة والتفاعل مع محيطه الرقمي بسهولة ويسر، ومع ذلك فإن هذا الانتشار الواسع للتكنولوجيا يثير العديد من التساؤلات حول تأثيراتها السلبية على بيئة الطفل. فالتكنولوجيا في غياب التوجيه السليم، قد تؤدي إلى عزلة اجتماعية للطفل، حيث ينشغل الطفل في العالم الافتراضي على حساب التفاعل مع أقرانه وأفراد أسرته، كما يمكن أن يقلل استخدامها المفرط من النشاط البدني للطفل مما يؤثر سلبًا على صحته الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى ذلك قد تضعف مهارات التواصل الحي والمباشر، وهي مهارات أساسية للنمو الاجتماعي والعاطفي للأطفال. في هذا السياق، يبقى دور الأسرة والمدرسة حاسمًا في توجيه استخدام التكنولوجيا من خلال مراقبة الأنشطة الرقمية للطفل وتحديد أوقات الاستخدام المناسبة لها، وهذا ما يسهم بشكل كبير في تعزيز الفائدة منها وتقليل مخاطرها، ومن هنا يفترض على الأسرة توفير بيئة متوازنة، تسمح للطفل بالاستفادة من التكنولوجيا مع الحفاظ على تفاعله الاجتماعي، وزيادة نشاطه البدني، والاهتمام بتطوير مهاراته الشخصية. باختصار، إذا تم استخدام التكنولوجيا بشكل مدروس وبالتنسيق مع بيئة حاضنة تدعم القيم الإنسانية والاجتماعية، فإنها يمكن أن تكون أداة قوية تساهم في تنمية الطفل وتوسيع آفاقه. |