محمد جعفر الحسن النظام السياسي الذي يقود الدولة هو ما ندافع عنه وبكل قوة. الدولة مكونة من اركان، اهم تلك الأركان الذي يعبر عن نظامها السياسي هو السلطة او الحكومة. السؤال: ما هي التحديات التي يعاني منها النظام السياسي؟ الجواب: بعد التحديات الأمنية، جاء التحدي الشعبي، وكنا نجتهد في سبيل إقناع شخص واحد بهذا النظام، لان ذلك الشخص غير مقتنع بالحكومات التي مثلت النظام. كنا نتعب كثيرا، كنا نخاصم حتى الأصدقاء من اجل إقناعهم بأهمية هذا النظام وضرورة بقاءه، ولكن لا جدوى، ببساطة لان من نحاول إقناعهم ينظرون إلى “الحكومة” فقط لأنها واجهة النظام. مرت الأيام وجائت حكومة استطاعت ان تقنع جزء كبير من غير المقتنعين بها ويعملها، سواء كان عملها منتجا أم لا، المهم أقنعت المنطقة الرمادية التي يمكن ان تستغل كما استغلت في مناسبات عديدة، وهنا القناعة بالحكومة تحولت إلى قناعة بالنظام السياسي كتحصيل حاصل. سائل يسأل: كيف عرفت ان تلك المنطقة او جزء منها مقتنع؟ الجواب: هناك مؤشرات، منها الشارع وهدوءه، ومنها أماكن العمل في المؤسسات، تلك الأماكن سابقا تعارض وتسب وتشتم، اليوم تدافع وتمدح. فلماذا نأتي أنا وأمثالي من المدافعين عن النظام لنقول أنّ الحكومة سيئة وهي فاسدة وهي مسيئة وهي شيطان، المنطقة الرمادية لا تميز بين حكومة ونظام ودولة، ان رضت على الحكومة وافقت بالنظام، وان سخطت على الحكومة سعت مع الساعين إلى إسقاط النظام! فلماذا نتحول إلى معاول هدم لبيت دافعنا عنه سابقا بالأرواح والدماء ومن دون مقابل؟! الحكومات تتغير.. النظام قد يتغير.. والدولة ايضاً قابلة للتغيير عندما تحل الفوضى. تباروا انتخابيا، سياسيا، ولتكن مباراتكم بدقة متناهية. ولنجعل من الدولة الدولة ونظامها ثوابت، المتغير فيها هي السلطة (الحكومة). نحن لا ندافع عن حكومة فلان لان فلان ملاك او سوبر مان؛ إنما لان فلان استطاع ان يقنع جمهور كبير بعمله وهذه القناعة هي مصلحة واستقرار للدولة والنظام.. كنا نريد إيقاف التظاهرات فقط، فلماذا اليوم نريد تأجيج الشارع؟ حين الأزمة لا احد يستهدف دون الآخرين، الكل مستهدف، لان العدو لا يؤمن بالجميع ويضعهم في خانة واحدة! |