عدنان جواد في المفاوضات بين ايران والولايات المتحدة الامريكية، هناك شبه اتفاق بعدم امتلاك ايران للقنبلة النووية، فايران تعلن انها لا تريد امتلاك القنبلة النووية، وفيها فتوى وايضاً مستوى تخصيب اليورانيوم ان يبقى منخفضاً، وهي قضايا جوهرية في الموضوع، لكن تبقى اسرائيل وخدع الشيطان الاكبر في اي لحظة يمكن ان تحدث كذبة او افتراء وحتى امكانية توجيه ضربة غير مباشرة كما حدث مع روسيا من قبل اوكرانيا وبمساعدة الغرب وبعلم واشنطن باستهداف المقاتلات الروسية الاستراتيجية القادرة على حمل الرؤوس النووية، فهي من باب تقود المفاوضات ومن الباب الاخر تحوك الخدع والمؤامرات، ويبدو ان بوتين يسير على منهج من سبقوه بالحكم بتصديق عدوه ، كان عليه دراسة كيف خسر الاتحاد السوفيتي حلفائه وتم اسقاط انظمتهم واحداً تلو الاخر، وكيف تم اسقاط حليفه في سوريا، والتساؤل هل ستقع ايران في نفس الخطأ الذي وقعت به روسيا، ان تأمن من الاستهداف خلال المفاوضات، وهي سبق وان تعرضت لاختراقات متكررة، سواء كانت الكترونية سيبرانية او عمليات قتل لعلماء وشخصيات سياسية مهمة وتفجير لمنشئات عسكرية وصناعية، وحتى لوكان ترامب صادقاً هناك ضغوط تتعرض لها حكومته من اللوبي الصهيوني والكونغرس بالضغط على ايران وارغامها بالقبول بكل شروط امريكا واملاءات اسرائيل بخصوص التخصيب والبرنامج الصاروخي وتفكيك البرنامج النووي وتهديدها بالضربة العسكرية اذا لم تقبل بذلك، لكن ايران تريد ضمانات دولية وعدم الاخلال في الاتفاق كما حدث في 2015، وتريد رفع العقوبات مباشرة بعد الاتفاق، فهي تتعرض لتحديات اقتصادية كبيرة. اما موضوع ارتباط العراق بالمفاوضات، فقد كثر اللغط في نتيجة المفاوضات، فالبعض قد جهز السيناريو المعد للعراق بعد فشل المفاوضات وضرب ايران، وان اذرعها في العراق سوف يتم قطعها كما قطعت في لبنان وسوريا، وان جماعتها في العراق سوف يتم سحلهم في الشوارع ومحاكم خاصة، ومصادرة املاكهم المنقولة وغير المنقولة وطردهم من العراق، وهؤلاء يمنون انفسهم بان الضربة ستكون ساحقه ماحقه خارقة تتغير فيها المعادلات في المنطقة، ويتم القضاء على محور المقاومة وراسه في ايران، ويعود الشيعة في العراق ضعفاء محكومين فيحل الحشد الشعبي. وتعود الفاظ (العتاكة والشروكية والمعدان) ويعود كل من اتى لبغداد بعد عام (57)لمحافظته الجنوبية، ويتغير الدستور والقوانين، وتزامن مع هذا الطرح عودة البرزاني بالتهديد بالانفصال، وخطابات بعض القيادات السنية التي اتسمت بالطائفية، بالحث على المشاركة في الانتخابات وهي فرصة لعودة المعادلة القديمة، وعودة رئاسة الوزراء لهم وحسب مقاعدهم الانتخابية. فيما اصحاب التحليل الواقعي، يرى ان هذا الكلام مثل كلام السيد المعمم الذي يظهر على قناة العربية السعودية، وهو يتنبأ باغتيال القادة وسقوط الدول ، وهو يتحدث بلسان اسرائيل وبتوجيه سعودي، وانها مجرد اماني للمرتبطين بالأمريكان ودول الخليج والداعين للتطبيع مع اسرائيل والبعثية، يتمنون ان تفشل المفاوضات حتى يبدا بعدها العدوان على ايران، فيضعف محور المقاومة الشيعي الذي يعارض التعاون مع اسرائيل ويساند حماس وحزب الله في حربهما ضد اسرائيل، ويحرض الشعوب للقيام بواجباتها تجاه نصرة القضية الفلسطينية والتي اصبحت قضية عالمية، فالشعوب الغربية تتظاهر وتحتج بشكل يومي على الابادة الجماعية في غزة بينما العرب نائمون!. والارادة الثانية ترى ان المفاوضات والحلول الدبلوماسية انجح وافضل فهي تجنب المنطقة والعالم حرب مدمرة، وان الدول العربية المطبعة سوف لن تكون في مأمن عن تلك الحرب، فايران قادرة على حرق السفن والطائرات الامريكية في قواعدها القريبة، وتدمير المنشآت النووية والنفطية والغازية في اسرائيل وقد اثبتت ذلك في الوعد الصادق(2)، لذلك على الحكومة العراقية بذل جهود كبيرة كوسيط بين الطرفين للتهدئة، وعلى القيادات السياسية ومن جميع المكونات عدم التسقيط وفضح فساد بعضهم البعض، فهذا الوقت ليس لتصفية الحسابات وشر غسيلهم على حبال القنوات الفضائية المحرضة على الفتن، وان العراق سوف يكون اضعف مما عليه الان اذا ضعفت ايران، وراينا ماذا حصل للبنان وسوريا عندما انفردت بهم اسرائيل، فلم تبقي مدينة او مصنع وحتى السيارة والدراجة لم تسلم من مسيراتها، ربما يقول قائل جماعة ايران فاسدين وسرقوا المال العام ، ونحن نقول فقط جماعة ايران سارقين؟!!، فجماعة قطر وتركيا الم يسرقوا؟ ، وجماعة السعودية الم يسرقوا، والاكراد الم يسرقوا؟، مع الاسف ثقافة الحواسم وسرقة المال العام صارت عمل يومي لأغلب موظفي الدولة في العراق، هذا لا يعني اننا نشجع على السرقة ، بل يجب ان ننظر بمنظار يشمل الجميع، خصوصاً ونحن مقبلون على انتخابات برلمانية مفصلية، يجب فيها تصحيح المسار بانتخاب الانزه والأكفأ، ونشجع وندعم السلطة القضائية لمحاسبة سراق المال العام واعادة المال المسروق ومخترقي القانون والنظام. |