احمد الاعرجي في زمنٍ تتكالب فيه قوى الهيمنة والاستكبار على الأمة ، يبقى العراق أحد أكثر البلدان عرضةً للمؤامرات والاحتلالات الناعمة والخشنة سواء عبر التدخلات الأجنبية أو عبر الضغوط السياسية أو حتى من خلال أدوات داخلية تسعى لخلخلة أمنه واستقلاله . وفي خضم هذا المشهد المربك تبرز المقاومة الإسلامية في العراق كصمام أمان ودرع حصين حافظت على البلاد من التمزق وعلى السيادة من الإندثار وعلى الكرامة من الإذلال . فإذا قيل اليـــــوم إن المقاومة – بكل فصائلها – يجب أن تسلم سلاحها !! فالسؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح ، لمن تُسلَّم؟ ولماذا؟ وهل انتهى الاحتلال؟ وهل كُفّت التهديدات؟ العراق ما زال محتلاً! منذ عام 2003 لم يخرج المحتل الأميركي من العراق خروجاً كاملاً بل بقيت قواعده وطائراته وضغوطه السياسية والاقتصادية . ولا تزال السماء العراقية منتهكة والموانئ مراقبة ، والقرارات السيادية مُرتهنة . وإذا كان العدو ما زال موجوداً فهل يُعقل أن يُنزع السلاح من أيدي الذين وقفوا في وجهه بدمائهم ؟ المقاومة الإسلامية هي التي واجهت الاحتلال الأميركي عندما صمتت الجيوش . وهي التي صدّت “داعش” يوم كادت بغداد تسقط حين انهارت مؤسسات الدولة . وهي التي ما زالت تشكّل توازناً للردع أمام كل مخططات التقسيم والتطويع والهيمنة . إذاً تسليم السلاح = تسليم العراق إذا سُلّم سلاح المقاومة فهذا لا يعني فقط نزع سلاح مجموعة مقاتلين هذا يعني: • نزع الهيبة الوطنية . • كسر إرادة الصمود . • فتح الأبواب أمام عودة الاحتلال المباشر أو غير المباشر . • إعدام أكثر من نصف الشعب العراقي الذي لا يزال يرى في المقاومة ضمانة لوجوده لصوته ، لعقيدته ، لهويته . الشرف العراقي ليس سلعة السلاح الذي تحمله المقاومة لم يكن يوماً سلاح فتنة أو سلطة بل سلاح شرف . الشرف الذي لا يُباع في صفقات السفارات ولا يُقدّم قرابين على موائد المفاوضات المشبوهة . وإن محاولة حل فصائل المقاومة أو نزع سلاحها قسرًا، هو بمثابة إعلان رسمي بأن العراق سيكون مكشوف الظهر ، بلا درع ، بلا كرامة ، بلا سيادة . وأخيراً ليعلم كل من يراهن على إضعاف المقاومة ، أن الشعوب لا تنسى من دافع عنها في اللحظات السوداء . وأن التاريخ لا يرحم من أراد نزع الكرامة من الأيدي التي حملت السلاح دفاعاً عن الأرض والعرض . لا مقاومة بلا سلاح ولا عراق بلا مقاومة ولا كرامة بلا تضحية |