فتحي الذاري يعتقد البعض أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذي تتبناه غالبية دول العالم، يؤكد تطورًا مهمًا في المشهد السياسي والقانوني، إذ يعزز من شرعية القضية الفلسطينية ويعيد إلى الأمم المتحدة دورها المحوري في حل النزاعات الدولية، ويمكن أن يُسهم في دفع عملية السلام قدمًا على أساس حل الدولتين. التصعيد في الاعتراف الفلسطيني يمثل تحولا يضفي شرعية قانونية وسياسية على الحقوق الفلسطينية، ويضع ضغوطًا على الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. يصدم بواقع حقيقة مواقف الولايات المتحدة المتمثل في دعم لوبيات الصهيونية وخطاب وزارة الخارجية الذي يقف ضد المؤتمر الدولي حول القضية الفلسطينية، يؤكد تمسكًا بسياسة معادية لتحرك المجتمع الدولي من أجل استعادة الحقوق الفلسطينية. هذا الموقف يُظهر أن واشنطن لا تزال تحت تأثير اللوبيات الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي الداعمة لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري والتدمير الشامل لكل مقومات، الحياة في قطاع غزة والحصار وسياسة التجويع لشعب فلسطين ، مما يهدد بتآكل مصداقيتها الدولية، ويؤكد عدوانيتها في منطقة الشرق الأوسط ضد أي محاولة بوادر للسلام، خصوصًا مع تزايد الدعم الإعلامي الأوروبي الشعبي والعالمي لفلسطين. وهو ما قد يدفع المجتمع الدولي إلى إعادة تقييم علاقاته مع النظام الأمريكي وكيان الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني النازي بناءً على مدى الاحترام للشرعية الدولية وحقوق الإنسان والذي قد يتلاشى مع الاحتكام للمساومة وتبادل المصالح البراجماتية أيضا انحياز الغرب وتقليل أهمية الأمم المتحدة، عبر محاولة عرقلة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يؤكدان ويهددان على عدم الوثوق بنظام القوانين الدولية،والتي يعيق تنفيذها الفيتو الأمريكي ويؤديان إلى تفكيك معايير القانون الدولي التي بُنيت على شرعية وعدالة حقوق الشعوب في تقرير مصيرها. كما أن ضعف موقف الولايات المتحدة في حقوق الشعب الفلسطيني يدفع حلفاءها التقليديين في أوروبا وأماكن أخرى إلى إعادة النظر في سياساتهم، خاصة مع التوجهات الرافضة للتدخل الأجنبي والتمسك بمبادئ الشرعية الدولية. الأوضاع في أوكرانيا، التي تظهر نتائجها هزيمة للغرب، وتعريتها عن ضعف قدراته العسكرية والسياسية، تؤكد أن التوازن الدولي يتغير، وأن أيديولوجية الهيمنة الأمريكية تتآكل أمام محاور متعددة، تشمل روسيا والصين ودول بريكس، مما يعزز مكانة مقاومة موازية لسياسات الهيمنة. التوترات من أوكرانيا إلى فلسطين تشير إلى أن صراعات الشرق الأوسط وأوروبا تتداخل في شبكة مصالح دولية تؤكد تراجع أحادية القطبية، مما يسهم في تنشيط مسارات سياسية جديدة نحو الحلول السلمية والاعتراف الدولي. إعادة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ونجاح الدبلوماسية الدولية في عزل السياسات العدائية، يمكن أن تخلق بيئة أفضل لبدء حوار حقيقي يعالج جذور النزاع، خاصة إذا استمرت الضغوط الدولية على كيان الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائم حرب الإبادة الجماعية والتجويع و التهجيرات والاستيطان، وتم التوصل إلى تسويات تؤمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهو ما يتطلب تحركًا دوليًا أكثر توازنًا الأحداث تتجه نحو إعادة تقييم للمواقف الدولية، حيث يبرز أهمية الاعتراف الدولي بالدول ذات السيادة وتأكيد الشرعية الدولية على الحقوق الفلسطينية، مقابل تراجع تأثير السياسات الأحادية والمتشددة التي يحاول اللوبي الصهيوني والولايات المتحدة فرضها. وهذا يفتح آفاقًا لتحقيق توازن دولي يعيد للمنظمة الأممية مكانتها، ويحقق استقرارًا يمكن أن يمهد الطريق لسلام عادل وشامل في الشرق الأوسط والعالم بأسره |
العراق - بغداد - عنوان المستقبل