في النسخة الثالثة من معرض ومؤتمر العراق الدولي للنفط والغاز والمشاريع النفطية الذي أقيم في بغداد، كان هناك ازدحام كبير أمام جناح شركة بتروتشاينا، حيث جذب هذا الجناح انتباه العديد من المسؤولين الحكوميين والخبراء في الصناعة ووسائل الإعلام. وباعتبارها من أبرز الشركاء المهمين في مجال الطاقة بالنسبة للعراق، عملت بتروتشاينا بجد كبير على مدى أكثر من عشر سنوات فوق أرض هذا البلد العريق الذي يحدوه مستقبل مشرق. 

منذ بدء التعاون بين هذه الشركة الصينية ووزارة النفط العراقية في أغسطس 2008، قامت شركة بتروتشاينا مع شركائها بشكل صارم بتنفيذ العقود المبرمة لتنفيذ المشاريع، حيث عملت في الحين على تطوير الحقول النفطية والرفع من مردوديتها، وهذه الحقول هي حقل الرميلة وحقل الحلفاية وحقل غرب القرنة -1 وحقل الأحدب، مما عزز إنتاج النفط والغاز في العراق، وزاد من القدرة على التنمية المستدامة لصناعة النفط المحلية، وجعل المزيد من العراقيين يستفيدون من ثمار انتعاش صناعة النفط، وبالتالي تقديم مساهمة مباشرة في دعم العراق وشعبه لتحقيق حلم استعادة أمجاده في إنتاج النفط والصناعات المرتبطة به.

تطوير صناعة النفط والغاز، وتعزيز رفع الطاقة الإنتاجية:

في عام 2024، أصبحت شركة بتروتشاينا المقاول الرئيسي لمشروع حقل نفط غرب القرنة -1، حيث تجاوز الإنتاج اليومي لهذا الحقل 600 ألف برميل. في 30 يونيو من هذا العام، تم تشغيل وحدة OT2 لمعالجة النفط الخام في هذا الحقل، والتي ظلت تعمل بشكل مستقر، حيث أن معايير التنفيذ ودرجة التحديث فيها تصدرت مستوى الصناعة.

وقد أشاد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط العراقي حيان عبد الغني، خلال تفقده لهذا الحقل، بالجهود الكبيرة التي بذلتها شركة بتروتشاينا في استقرار الإنتاج وزيادته ودعم تنمية المجتمع.

قيادة التحول الأخضر، وفتح طريق لإنارة نظيفة في المستقبل:

في طريق التحول الأخضر للطاقة، تظل الصين في مقدمة هذا المجال. يعد مصنع (GPP) لمعالجة الغاز الطبيعي في حقل الحلفاية الذي بدأ الإنتاج في عام 2024، علامة بارزة في جهود العراق نحو التحول للطاقة النظيفة. يمكن لهذا المصنع معالجة 3 مليارات متر مكعب من الغاز المصاحب سنويًا، مما أدى إلى تقليل انبعاثات الكربون بشكل ملحوظ، كما وفر إمدادات مستقرة من الغاز النظيف والكهرباء للمناطق المحيطة. وقال أحدم رحيم أحد المهندسين بالمصنع: «نحن نراقب مؤشرات الانبعاثات يوميًا، لضمان السلامة وحماية البيئة، وهذه ليست مسؤولية هندسية فحسب، بل هو التزام تجاه المجتمع». 

يمتد حقل الحلفاية باتجاه الجنوب الشرقي وصولا إلى هور الحويزة وهي أراضي رطبة محمية بموجب اتفاقية الأراضي الرطبة، حيث تعتبر البيئة الإيكولوجية هناك شديدة الحساسية. لذلك تقوم شركة النفط الصينية بشكل صارم بضمان التزامها بمعايير حماية البيئة، وقد استثمرت الكثير في حماية النظام البيئي لهذا النوع من الأراضي، كما أنها تقوم بشكل دوري بمراقبة المياه والتربة والهواء والتنوع البيولوجي، مما يسهم فعليًا في حماية هذه الجنة بالنسبة للطيور المهاجرة. وفي هذا السياق قالت زينب وهي موظفة محلية في العراق: «إن الوعي البيئي لدى الشركات الصينية أمر يستحق الإعجاب. فهي لا تقلل من انبعاثات الكربون والتلوث أثناء عملية تطوير حقول النفط فحسب، بل تقوم أيضا بحماية الأراضي الرطبة، وهو أمر بالغ الأهمية للتنمية المستدامة للعراق». 

تدريب المواهب المحلية والتقاسم المشترك لثمار التنمية:

تولي شركة بتروتشاينا اهتمامًا كبيرًا بتدريب المواهب والتنمية المحلية، حيث ارتفع معدل التوظيف في المشاريع المحلية عامًا بعد عام، مما خلق آلاف فرص العمل. كما أنشأت المشاريع نظامًا متكاملًا لتدريب الموظفين، مما ساهم أيضا في تأهيل عدد كبير من الكوادر الفنية والإدارية في مجال النفط والغاز في العراق. الشركة الصينية للبترول والهندسة الإنشائية (CPECC) قامت بتوظيف أكثر من 300 طالب من جامعة البصرة فقط. هذا ويعمل الموظفون العراقيون جنبًا إلى جنب مع زملائهم الصينيين في مختلف المشاريع، حيث يمكن رؤية ترقية الموظفين المحليين من المناصب الأساسية إلى المناصب الإدارية الفنية. وقال أحد المهندسين الشباب من البصرة: «عندما انضممت للعمل كنت مسؤولاً عن العمليات الأساسية فقط، لكن بفضل تعليم زملائي الصينيين لي خطوة بخطوة حول الكيفية التي يتم فيها تشغيل وصيانة المعدات، صار الآن بإمكاني قيادة الفريق وإدارة عملية الإنتاج اليومي بشكل مستقل». 

تدفع بتروتشاينا بنشاط الموردين المحليين للاندماج في نظام سلسلة التوريد. فمن تصنيع المعدات إلى خدمات اللوجستيات، ومن البناء الهندسي إلى خدمات الطعام، تشكلت دورة اقتصادية إيجابية مما جعل هذه المشاريع تعزز الصناعة، والصناعة تفيد الحياة العامة. وفي هذا السياق قال أود عبد الله، مقاول لدى مصنع معالجة الغاز بحقل الحلفاية: «لقد منحني التعاون مع الشركات الصينية فرصة لتغيير حياتي». في البداية، كان يعمل مع أسرته وبعض القرويين في أعمال بسيطة مثل تمهيد الطرقات وبناء الحدائق. وبمساعدة الزملاء من الصين، تمكنوا تدريجياً من اكتساب مهارات أساسية في تشكيل الأسطح، وتشبيك الحديد المسلح، وصب الخرسانة، وبدأوا في تشكيل فرقهم الخاصة. واليوم أصبحت شركة البناء التي أسسها عبد الله تضم أكثر من 300 موظف ومئات من الآلات والمعدات. الاندماج في المجتمع وتقديم مساهمات فعالة لخدمة الناس:

بعيدًا عن العمليات التجارية، تتحمل بتروتشاينا مسؤوليات اجتماعية كبيرة، وذلك سعيًا منها للارتقاء بمستوى جودة حياة السكان والمجتمعات المحلية. تستثمر الشركة في بناء المدارس والمستشفيات والطرق ومرافق إمدادات المياه، وتقدم العديد من التبرعات مثل المواد الطبية والتعليمية والمنح الدراسية، وترعى تدريب المهارات الشابة والأنشطة الرياضية، مما أصبح جزءًا من عملها اليومي. لقد ساهمت المشاريع التي أنشأتها هذه الشركة الصينية في العراق إلى إحداث أكثر من 20 ألف وظيفة محلية، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، خصصت أكثر من 160 ألف ساعة لتدريب الشباب والذي بلغ عددهم أكثر من 300 ألف شخص. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، نفذت أكثر من 150 مشروعًا خيريًا، باستثمارات تقدر بحوالي 100 مليون دولار، استفاد منها حوالي 2.45 مليون شخص من السكان المحليين، مما أكسبها اعترافًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع.

وقال عمدة قضاء الأحرار: «تتيح لنا هذه المدارس والمستشفيات والسيارات الطبية رؤية أمل جديد لمجتمعنا. الناس يعلمون أن هذه الشركة ليست هنا لاستخراج النفط فحسب، بل هي حقًا تهتم بحياتنا». كما أشار السكان المحليون إلى أن موظفي شركة بتروتشاينا يشاركون بشكل منتظم في أنشطة حماية البيئة، في الخدمة التطوعية، في الأنشطة الخيرية، والعيادات الصحية المتنقلة، مما يقرب هذه الشركة الصينية من السكان المحليين، ويمد التعاون ليشمل جوانب الحياة الاجتماعية إلى جانب تطوير الطاقة.

معًا نحو مستقبل أفضل، وتعزيز التعاون لتحقيق الفوز المشترك:

من تطوير النفط والغاز إلى الاستخدام الشامل للغاز الطبيعي، ومن بناء المشاريع الكبرى إلى الأعمال العامة المجتمعية، تعاونت شركة بتروتشاينا مع العراق على مدى أكثر من عشر سنوات، وشهدا معًا التطور الرائع لصناعة الطاقة والتحسين المستمر في مستوى معيشة الناس. وفيما يتعلق بالمستقبل، ستواصل هذه الشركة استغلال مزايا التكامل على طول سلسلة الإنتاج، وتعميق التعاون في مجالات تطوير حقول النفط والغاز، واستخدام الغاز الطبيعي، والتحول إلى مصادر الطاقة الجديدة، مما سيساعد على انتعاش الاقتصاد العراقي والتنمية المستدامة الخضراء.على هذه الأرض العريقة التي يحدوها الأمل في مستقبل أفضل، يتواصل التعاون في مجال الطاقة بين الصين والعراق بشكل رائع. فكل تدفق من بئر نفط، وكل امتداد لخط أنابيب، وكل مدرسة تُفتتح، يُعد توثيقا حيا للصداقة والتعاون المتبادل بين البلدين، مما يدل على خطوات قوية نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.