أمير علي الحسون أينما تولِّ وجهك، ترى ابن الخايبة متعبًا، مكدودًا، يصارع واقعًا لا يرحم. قبل شهورٍ قليلة، ملأت الأحزاب المدنَ بصورٍ عملاقةٍ لزعاماتها وصقورها، تملأ الجدران والميادين، كأنها تريد أن تقول: نحن هنا، وحدنا نملك المشهد. واليوم، تلتقط عدسات العيون اللافتات الصغيرة الباهتة، الموزّعة على استحياء في أطراف الطرقات، لمرشّحين بسطاء، أغلبهم يملكون نية صادقة لخدمة هذا الوطن المتخم بالزعامات المتصارعة. إلا أن الفارق الطبقي والسياسي والتمويلي بين الفريقين فاقعٌ إلى حدّ القرف، ومؤلمٌ إلى حدّ الغضب. ورغم ذلك، لا ينبغي لهذا المشهد أن يُثنينا أو يُحبط عزيمتنا، بل يجب أن يزرع فينا إصرارًا أعمق على الذهاب إلى صناديق الاقتراع، تلبيةً لنداء المرجعية، واختيارًا لمن يخاف الله في الناس والوطن. علينا أن نُحقّق عدالة الضمير، فنستبعد الفاسدين، ونمنح أصواتنا لمن نثق بأنه سيبني ويُعمّر، لا لمن سرق ونهب وخان. فلنقف جميعًا ضد من باعوا الأرض، وتاجروا بدماء الفقراء، وساروا وراء أيديولوجياتٍ غريبةٍ لا تمتّ للوطن بصلة، تسعى إلى تمزيقه أو إعادته إلى عصور القهر والقتل والجوع. فهنالك مجرّب فاشـــل، وآخر ناجح، والشواهد تبيّـــــن الصالح من الطالح. |