محمد الطالقاني لقد كانت بداية المؤامرة الكبرى على الإسلام الحقيقي , بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , حيث اجتمع اصحاب السقيفة على سرقة الحكم الشرعي بالقوة من خلال سرقة ارادة الامة , وإبعاد الإمام علي عليه السلام عن الخلافة الشرعية المنصوبة من قبل الله تعالى , لتكون بداية مظلومية أهل البيت عليهم السلام التاريخية, والتي نعيش محنتها حتى يومنا هذا. ان العقبة الكبرى التي كانت تواجه مخططات اصحاب السقيفة, هي جبهة المعارضة المتمثلة بالامام علي عليه السلام, والسيدة الزهراء عليها السلام , والفرقة التي كانت تؤمن باحقية خلافة الامام علي عليه السلام. وقد بينت السيدة الزهراء عليها السلام للامة, ان هذا الانحراف الذي حصل, كان هدفه هو انتزاع مقام خلافة الرسالة, ومنصب الإمامة, من مستحقها الشرعي، ومحاولة إيجاد نظام بديل للجعل الإلهي ضد علي بن أبي طالب عليه السلام , واعتبرت هذا الانحراف بداية للمؤامرة الكبرى ضد الاسلام الحقيقي . كما اكدت السيدة الزهراء عليها السلام ان هذا الانحراف هو الاصل لكل الانحرافات اللاحقة, وبداية لكارثة مدمرة, وفتح أبواب الطمع والتهالك على السلطة , وبداية المعاناة لأهل بيت النبوة وأئمة الهدى عليهم السلام . وقد وقفت السيدة الزهراء عليها السلام موقفا بطوليا رائعا ضد هذا الانحراف وهذه المؤامرة الكبرى, فاعلنت معارضتها العلنية للغاصبين, والمتمردين, والانقلابيين, والمنحرفين, واصبح بيتها مقرا ومركزا من مراكز المعارضة. لذا اعتبر اصحاب السقيفة ان وجود السيدة الزهراء عليها السلام على قيد الحياة هو المانع الرئيسي الذي يقف امامهم لقتل الامام علي عليه السلام والتخلص منه , ففكر القوم بطريقة للتخلص منها بكل الوسائل, لذا عمد القوم بالهجوم على دار الزهراء عليها السلام , وجاءوا بالحطب ووضعوه على بابها , ووقف الرجل مخاطبا اياها أخرجي من في البيت، أو لأحرقنه ومن فيه. واليوم عندما نقرا في التاريخ الاسلامي عن واقعة السقيفة, يتعجب الناس كيف ان قوما من المهاجرين والانصار يفعلون فعلة كهذه, ويعتدون على بنت رسول الله وسيدة نساء العالمين . لكن الله سبحانه وتعالى يبين لنا اليوم كيف ان احفاد اولئك القوم من اصحاب السقيفة, رجعوا مرة اخرى باسم الدواعش وهم يدعون الاسلام, ويحكمون باسم الاسلام ,وتؤيدهم فرق الاسلام من اتباع اولئك السابقون ,نراهم اليوم وقداهلكوا الحرث والنسل ونبشوا قبور الصحابة والاولياء واغتصبوا النساء والاطفال وامام مراى العالم اجمع. ان شهادة الزهراء عليها السلام في نظر القانون الدولي والاسلامي جريمة قتل مع سبق الاصرار, والضحية طفل وامراة , علما ان هذه الجريمة شهدها المئات من الشهود وعلنا امام الملا. ان كل الماسي والمحن التي شهدها الاسلام ستزول يوما عندما ترتفع كلمة الحق, وتحكم محكمة العدل الالهي بالقصاص من اصحاب السقيفة يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين . |