محمد السوداني مع اقتراب موعد الانتخابات، تتجه أنظار العراقيين إلى صناديق الاقتراع باعتبارها الطريق الدستوري والشرعي لتجديد الثقة واختيار من يواصل مسيرة البناء والإصلاح. وفي هذا المشهد الديمقراطي المتجدد، تبرز أهمية التنافس السياسي الشريف كأحد أهم ركائز العملية الانتخابية الناجحة، التي تُعبّر عن وعي الشعب ونضج القوى السياسية في آنٍ واحد. إن التنافس السياسي الحقيقي لا يقوم على سياسة التسقيط والتشويه، بل على طرح البرامج والرؤى الواقعية التي تمكّن الناخب من التمييز بين من يملك مشروعاً وطنياً، ومن يكتفي بالشعارات والمزايدات. فالمعارك الانتخابية ليست حروباً، بل سباقٌ في خدمة الوطن، يقتضي أن يتحلى الجميع بـ شرف الخصومة واحترام الإرادة الشعبية، بعيداً عن التشويه والتضليل والإثارة الإعلامية التي لا تخدم إلا أعداء الديمقراطية. لقد أثبتت التجارب أن الخطاب الهادئ والمسؤول هو القادر على كسب ثقة الناس، وأن العراق اليوم أحوج ما يكون إلى التكامل لا التصادم، وإلى التنافس في الإعمار لا التناحر في الإضرار. فمرحلة ما بعد التحديات الأمنية والاقتصادية تتطلب من القوى السياسية أن تضع مصلحة الدولة فوق كل اعتبار، وأن تجعل من الانتخابات مناسبة لتجديد الثقة بمسار الإصلاح لا لتصفية الحسابات. وفي هذا الإطار، فإن الولاية الثانية لدولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني تمثل حقاً مشروعاً يستند إلى إرادة وطنية وشعبية واسعة، نابعة من الإنجازات الملموسة في مجالات الإعمار والتنمية، وتحسين الخدمات، واستعادة مكانة العراق الإقليمية والدولية. هذه الإرادة لا يمكن تجاهلها أو التقليل من شأنها، لأنها تعبير صادق عن تطلع العراقيين إلى الاستقرار واستمرار النهج العملي والناجح الذي اتبعه السوداني في إدارة شؤون الدولة. إن احترام التعددية السياسية والابتعاد عن نهج التسقيط هو الضمان الحقيقي لديمومة الديمقراطية، وهو ما يجعل من التنافس الانتخابي جسراً نحو الوحدة الوطنية لا وسيلة للفرقة. فحين نختلف بشرف، وننتقد بمسؤولية، ونتنافس لخدمة المواطن، نكون قد وضعنا اللبنة الأولى في بناء دولة قوية، عادلة، ومزدهرة. |