وزارة الثقــافــة: إعفــاءات لجــذب السيــاحــة الأجنبيــة AlmustakbalPaper.net مجلس الوزراء يعقد جلسته الاعتيادية برئاسة السوداني ويقرر: تنظيـم آليـة تعامـل TBI مـع المصـارف الاجنبيــة AlmustakbalPaper.net الداخلية تعلن تفكيك 1201 شبكة مخدرات بينها 171 دولية في ثلاث سنوات AlmustakbalPaper.net القضاء يصدر قرارات تخص العفو العام وتخفيف اكتظاظ السجون AlmustakbalPaper.net وكالة الاستخبارات تطيح بـ3 متهمين بجرائم قتل في ميسان والنجف الأشرف AlmustakbalPaper.net
رفعت جاسم: أيقونة السلة الميسانية ومسيرة مليئة بالذكريات الذهبية
رفعت جاسم: أيقونة السلة الميسانية ومسيرة مليئة بالذكريات الذهبية
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
نـادي العمـارة: أول خطــوة نحـو المجــد الريــاضـي
المدرب مالك عمران: صانــع المواهب وإلهام الأجيــال 
اجرى اللقاء / محمد السوداني 

محافظة ميسان، تلك البقعة الغنية بالموهوبين والطموحين، لطالما كانت منبعاً للرياضيين الذين رفعوا اسم العراق في مختلف المحافل. من كرة القدم إلى ألعاب القوى، وصولاً إلى كرة السلة، أثبتت المحافظة نفسها كحاضنة للمواهب الشابة، قادرة على صناعة أسماء لامعة على مستوى الوطن. ومن بين هذه الأسماء يبرز رفعت جاسم، اللاعب الذي انطلقت رحلته مع كرة السلة عام ١٩٨١ في نادي العمارة الرياضي، حيث تدرج عبر الفئات العمرية المختلفة، وكان للمدرب المرحوم مالك عمران دور محوري في صقل مهاراته وتوجيه خطواته الأولى نحو الاحتراف.
مسيرة رفعت جاسم ليست مجرد قصة لاعب كرة سلة، بل نموذج حي للتفاني والصبر، وللروح الرياضية التي تميز أبناء ميسان، الذين رغم التحديات وقلة الدعم، يواصلون إبراز إمكاناتهم وإثراء الساحة الرياضية العراقية. في هذا اللقاء، نغوص في تفاصيل رحلته، نستعرض محطات تطوره، ونتوقف عند التحديات التي واجهها هو وكرة السلة في محافظة ميسان، مع تسليط الضوء على أهمية المحافظة كمنبع لا ينضب للمواهب الرياضية.
س: حدثنا عن بداياتك في لعبة كرة السلة، وكيف كانت انطلاقتك الأولى؟
ج: بدأت رحلتي مع كرة السلة عام ١٩٨١ في نادي العمارة الرياضي، وكانت بداياتي ضمن الفئات العمرية للشباب والأشبال. كان للمدرب المرحوم مالك عمران دور كبير في توجيهي منذ خطواتي الأولى، حيث لم يقتصر دوره على تدريب المهارات الفنية فقط، بل كان يحرص على غرس قيم الانضباط والصبر والعمل الجماعي. تدرجت تدريجياً من فئة الأشبال إلى الناشئين، وكل مرحلة كانت تحمل تحدياتها الخاصة، من تعلم أساسيات التحكم بالكرة، إلى فهم استراتيجيات اللعب الجماعي. أعتبر تلك السنوات حجر الأساس الذي شكل شخصيتي كلاعب، وأساساً صلباً لكل ما جاء بعد ذلك في مسيرتي الرياضية.
س: كيف كانت تجربتك مع المنتخبات الوطنية؟
ج: كانت تجربتي مع المنتخبات الوطنية من أهم محطات حياتي الرياضية، ففي عام ١٩٨٨ تم استدعائي لمنتخب شباب العراق تحت قيادة المدرب الروسي شيري مينديف. كانت تلك التجربة فريدة، إذ منحتني فرصة الاحتكاك بمستوى تنافسي أعلى والتعرف على أساليب تدريب متقدمة، وهو ما رفع من مستوى أدائي ومهاراتي بشكل كبير. بعد ذلك، في عام ١٩٨٩، انضممت لفريق شباب نادي الجيش، ومن ثم انتقلت إلى الفريق الأول للنادي بقيادة المدرب فكرة توما، الذي كان له أسلوب تدريبي مميز يعتمد على الانضباط والتكتيك الجماعي. تلك الفترة شكلت بالنسبة لي مدرسة حقيقية، حيث تعلمت ليس فقط فنون اللعبة، بل أيضاً روح الفريق والتحدي والالتزام.
س: ماذا عن انتقالك إلى نادي الحدود واستدعائك للمنتخب العسكري؟
ج: في عام ١٩٩١ انتقلت إلى نادي الحدود تحت إشراف المدرب خالد إبراهيم، وكانت خطوة مهمة لتوسيع خبرتي والتعرف على أساليب لعب مختلفة. وفي نفس العام تلقيت دعوة لتمثيل المنتخب العراقي العسكري والمشاركة في بطولة العالم العسكرية التي كانت مقررة في فرنسا. للأسف، حالت الظروف السياسية والاندلاع المفاجئ لحرب الخليج الأولى دون مشاركتنا، وهو أمر أحزنني كثيراً لأننا كنا على أتم استعداد لمواجهة التحديات وإظهار قدراتنا على المستوى الدولي.
س: متى ولماذا قررت اعتزال اللعبة؟
ج: قررت اعتزال كرة السلة مبكراً عام ١٩٩٥، لأسباب شخصية وأيضاً بسبب الظروف العامة التي مرت بها الرياضة في العراق في تلك الفترة. ورغم اعتزالي المبكر، إلا أنني أحتفظ بذكريات رائعة مليئة بالإنجازات الصغيرة والكبيرة، والعلاقات التي بنيناها مع زملاء الفريق والمدربين والجمهور، والتي تظل محفورة في ذاكرتي إلى الأبد.
س: من الأشخاص الذين كان لهم تأثير كبير في مسيرتك الرياضية؟
ج: لا يمكن أن أنسى فضل كل من ساهم في مسيرتي، وعلى رأسهم اللاعب الدكتور علي عبد الأئمة، الذي شجعني منذ البداية على الانخراط بجدية في كرة السلة، وكان بمثابة المرشد والداعم لي. كما كان للمرحوم المدرب مالك عمران دور محوري في صقل مهاراتي الفنية وتطوير قدراتي، حتى وصلت إلى مرحلة الاحتراف في بغداد. كل هؤلاء الأشخاص كانوا بمثابة المعلمين الحقيقيين، وليس مجرد مدربين، وأثرهم لازال واضحاً في مسيرتي الرياضية وحياتي الشخصية.
س: كيف تقيّم واقع كرة السلة في محافظة ميسان اليوم؟
ج: الواقع الحالي للعبة في ميسان مؤسف إلى حد ما، فاللعبة تراجعت كثيراً بسبب غياب الدعم المؤسسي وقلة الاهتمام من الجهات المعنية. ميسان كانت دائماً موطناً للمواهب الكبيرة، مثل جمال فاضل ونصير أحمد و علي عبد الأئمة، وكانت الأندية فيها تزخر بالمواهب الشابة. لكن غياب الرعاية والكادر الفني المدرب أدى إلى ضياع فرص كثيرة، وحرمان عدد من اللاعبين الواعدين من تحقيق طموحاتهم.
س: كيف تقارن فترة الثمانينيات والتسعينيات بالوقت الحالي؟
ج: فترة الثمانينيات والتسعينيات كانت بحق مرحلة ذهبية لكرة السلة العراقية، إذ كان الدوري مليئاً بالمنافسة الشرسة والمهارات العالية، وكل نادٍ كان يمتلك لاعبين متميزين. كان الإعداد البدني والفني أفضل، والتكتيك أكثر تطوراً، لذلك برزت أسماء كبيرة استطاعت أن تمثل العراق بأفضل صورة ممكنة. بالمقابل، الوضع الحالي يحتاج إلى إعادة تنظيم وتخطيط، فالمنافسة ضعفت والمواهب تحتاج إلى فرص أكبر وصقل مستمر.
س: برأيك هل يمكن أن تعود كرة السلة في ميسان إلى سابق عهدها؟
ج: نعم، العودة ليست مستحيلة، لكنها تحتاج إلى خطة واضحة وإدارة مهنية قادرة على إحداث نقلة نوعية في اللعبة. يجب توفير الدعم المادي والمعنوي، وإعادة تأهيل الأندية، وصقل المواهب الشابة منذ مراحلها الأولى. حينها يمكن لميسان أن تعود مرة أخرى مصنعاً للمواهب كما كانت، وأن تعيد للعراق جزءاً من أمجاد كرة السلة السابقة.
س: ما أهمية الاهتمام بالألعاب الفرقية في العراق؟
ج: الألعاب الفرقية تمثل واجهة الوطن وهويته في المحافل الدولية، وهي الوسيلة التي يظهر من خلالها مستوى الرياضة الوطنية وقدرة الشباب على التميز. تطوير هذه الألعاب يجب أن يكون أولوية، لأنها لا تمنح الشباب فرصة للتعبير عن طاقتهم وإبداعهم فحسب، بل تعيد الروح إلى الجمهور، وتخلق حالة من الانتماء والفخر الوطني. الاستثمار في الألعاب الفرقية هو استثمار في المستقبل، وفي بناء جيل قادر على المنافسة وتمثيل العراق بأفضل صورة.
رغم اعتزاله المبكر عام ١٩٩٥، يظل رفعت جاسم أحد الرموز التي شكلت تاريخ كرة السلة في العراق، ومثالاً يحتذى به في الإصرار على المضي نحو التميز رغم التحديات. مسيرته الرياضية تحمل في طياتها الكثير من الذكريات والإنجازات، وتعكس روح الشباب الميساني الطموح والمثابر، الذي لطالما كان قادراً على صنع الفرق ورفع اسم المحافظة على الساحة الوطنية والدولية.
حديثه عن الصعوبات التي واجهتها كرة السلة في ميسان اليوم يسلط الضوء على أهمية الدعم الحقيقي للمواهب المحلية، سواء من خلال إدارة رياضية مهنية أو توفير البنية التحتية اللازمة، إضافة إلى الدعم المادي والمعنوي. فالرياضة ليست مجرد منافسة، بل هي رسالة تعكس الهوية الوطنية وتعزز روح الانتماء والفخر بالمحافظة والوطن.
إن إعادة كرة السلة في ميسان إلى سابق عهدها ليس مجرد حلم، بل هدف ممكن التحقيق، يحتاج إلى رؤية واضحة وإرادة حقيقية من المسؤولين والمجتمع المحلي. ومثال رفعت جاسم يثبت أن الموهبة، عندما تُدعم بالصبر والتوجيه الصحيح، يمكن أن تتحول إلى إرث رياضي يبقى حياً في ذاكرة الأجيال القادمة، ويؤكد على أن ميسان ستظل دائماً مصنعاً للمواهب الرياضية التي ترفع راية العراق في جميع المحافل.

رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=91172
عدد المشـاهدات 42   تاريخ الإضافـة 26/11/2025 - 09:43   آخـر تحديـث 26/11/2025 - 04:02   رقم المحتـوى 91172
محتـويات مشـابهة
الاقتصاد النيابية تحذر: السلة الغذائية مهددة بالتوقف
بزشكيان: يمكننا العمل معاً لبناء منطقة مليئة بالتقدم والسلام
العراق يواجه نيوزيلندا والصين تايبيه والفلبين في نهائيات آسيا لكرة السلة
التجارة تعلن إطلاق السلة الغذائية الثامنة الأسبوع المقبل
أنشيلوتي وراء مقاطعة ريال مدريد لحفل الكرة الذهبية

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا