يقولون: شبيه الشيء منجذب إليه، وهذا ما نراه اليوم واضحا للرأي العام العالمي في مسارح المجازر المتناثرة بين تلال هضبة الأناضول، فالطيور الأردوغانية على أشكالها الداعشية تقع، وخير دليل على هذا التشابه والتجاذب الدموي، الأفلام واللقطات التي أظهرتها شاشات الفضائيات، ونشرتها شبكات التواصل الاجتماعي عن الجلد والتعذيب وقطع الرؤوس، والجرائم الأخرى التي مارسها الأردوغانيون ضد عناصر الجندرمة، وبالتالي جاءت الغارات الانتقامية التي شنوها ضد الجنود والقضاة وكأنها نسخة مستنسخة من جرائم نظرائهم الدواعش، فالإجراءات الانتقامية التعسفية التي ارتكبها الأردوغان ضد الآلاف من القضاة وأعضاء النيابة، الذين كشفوا قضايا فساد ضد نجله (بلال)، وضد المتنفذين في حكومته الأخوانية تعد نوعا من الخروقات القانونية المتقاطعة مع الأعراف الإنسانية. ثم أن ملاحقة الأردوغان لقادة الجيش والصحفيين، وطاردته لنشطاء حقوق الإنسان المعارضون لنظامه يعد نوعا من استبداد السلطات التنفيذية، ويرسخ قواعد الدكتاتورية. وربما ينوي الأردوغان العمل بعقوبة الإعدام، وهو ما يكشف عن التهور، الذي انتابه عقب محاولة الانقلاب عليه. جاءت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي عقب الإجراءات التعسفية الداعشية، التي قام بها الأردوغان ضد قادة الجيش، وضد غيرهم من المعارضين عقب فشل الانقلاب، لتؤكد على أن فشل الانقلاب لا يسمح له القيام بأي جرائم انتقامية من دون رادع دولي أو إقليمي يردعه. فالمتضررون من التعسف سواء أكانوا قضاة أو أعضاء نيابة، وقادة جيش وصحفيين ونشطاء حقوق إنسان أو سياسيين عليهم التقدم بدعاوى أمام القضاء التركي، وفى حالة عدم إنصافهم فعليهم اللجوء إلى المحكمة الأوروبية ومنظمات حقوق الإنسان. ختاما نقول: لا صوت يعلو فوق صوت الأردوغان في مسرحية الانقلاب المدبر، التي يقال أن الأردوغان نفسه هو الذي حبكها وكتبها وأخرجها من أجل ضمان سيطرته على الجيش، في حين ظهر علينا القرضاوي ليدعو لحبيبه الأردوغان بطول البقاء فوق سدة الحكم، ويبشره بمدد من خلايا الإرهاب، وهكذا تحول الدكتاتور إلى ديناصور مجنون ومتهور، بدعم مطلق من القوى الدولية الشريرة، وتأييد لا نظير له من فقهاء التكفير. |