بغداد / المستقبل العراقي
كشف اللواء الركن اسماعيل المحلاوي، القائد السابق لعمليات الأنبار، أمس الثلاثاء، إن شيوخ عشائر «البو محل»، التي ينتمي إليها، «عقدوا اجتماعا مع بقية العشائر في القائم والنواحي التابعة لها واتفقوا على أن تقف العشائر موقف رجل واحد وأن تكون يدا واحدة بوجه مخلفات داعش من الذين انتموا لداعش أو بايعوه». وقال المحلاوي، بحسب ما نقلت عنه وكالة «فرانس برس»، إن» بعض أبناء العشيرة انضموا لتنظيم داعش، على الرغم من أن لعشيرته تاريخا طويلا في مقاتلة المتطرفين». وكان تنظيم داعش استولى في 2014 على منزل المحلاوي، عندما كان قائدا للعمليات في الأنبار، والمحلاوي عاد أخيرا الى منطقة القائم، أحد آخر معاقل «داعش» في العراق والمحاذية للحدود السورية، على رأس فرقته التي انضمت منذ ذلك الوقت الى الحشد العشائري، وساهمت في طرد تنظيم داعش منها. وقال القائد السابق لعمليات الانبار، إنه لم يجد أحدا من أبناء العشيرة الدواعش «لأنهم فروا إلى عمق الأراضي السورية»، الا أنه تعهد بالقول «سنحاسبهم بلا رحمة، والمسامحة مستحيلة»، مضيفا «سنقتص منهم القصاص العادل، من أجل حق أبناء العشائر الذين أصيبوا وظلموا وهجروا ونهبت ودمرت منازلهم». وروى المحلاوي قائلا «قاموا بالدخول إلى داري واستولوا عليه، وقاموا بنهب كافة الممتلكات، بعدها اعتمدوه كسجن سري لأسرى الجيش والشرطة الذين كانوا يعملون في المنطقة، وكان التنظيم يأتي بهم مقيدي الأيدي ومعصوبي العيون»، مضيفا إن «التنظيم بعث له برسائل عدة يطالبه فيها بإعلان التوبة ومبايعة لكنني لم أخضع». ويؤكد مسؤول أمني في الأنبار أن «عمليات الثأر بدأت بالفعل في ناحية العبيدي وعلى نطاق أوسع في منطقة القائم التي يتوزع سكانها (150 ألفا قبل النزاع) على ست عشائر كبيرة». ووتابع قائلا «مقاتلي عشيرة البوشرجي في ناحية العبيدي، قدموا أخيرا على تفجير بيت أحد أبناء العشيرة الذي انضم إلى داعش»، وكانت العشيرة أعلنت قبل ذلك براءتها منه في بلد يسود فيه قانون العشائر غالبا على قانون الدولة والمحاكم. وهي حالة الانتقام الأولى في ناحية العبيدي، ولكنها ليست الأولى على مستوى محافظة الأنبار، إذ سبق أن تم تدمير منازل لعناصر في تنظيم داعش في الرمادي والقرى المحيطة بها. وكشف رئيس مجلس قضاء هيت غرب الأنبار محمد المحمدي أن «بعض العائلات المتضررة من داعش طالبت قبل شهور بطرد عائلات الدواعش من مدينة هيت» ، مضيفا «حصل تفجير منزل لعنصر في داعش، وأحرق منزل آخر، فضلا عن استهداف عائلات عناصر من داعش بالقنابل الصوتية، ما دفع بالبعض إلى الخروج من المدينة، على غرار ما حصل في مدينة الموصل بعيد استعادتها من القوات العراقية.» واوضح قائلا أن «الأشخاص الذين قاموا بالتفجير والحرق وإلقاء القنابل الصوتية مجهولون ،لذا لا يمكن إسكان عائلات داعش في هيت كون ذلك يسبب حالة من التوتر والصدام». وقال شيخ عشيرة البودلمة، عواد الدلمة، إنه جمع «قوائم بأسماء عناصر داعش من أبناء عمومته وبعض العشائر المتواجدين في منطقة البودلمة بجزيرة الرمادي شمال المدينة، ومن عشائر البوشعبان والبوذياب والجنابين، وعددهم 267 إرهابيا». يذكر ان تنظيم داعش، احتل مساحات واسعة في شمال العراق وغربه وشمال سوريا وشرقها في العام 2014، وأعلن إقامة «الخلافة» المزعومة انطلاقا منها، وقام على الاثر في العراق الحشد العشائري المؤلف من وحدات قتالية سنية والذي ساهم من ضمن الحشد الشعبي، والى جانب القوى العسكرية من جيش وشرطة اتحادية ومكافحة ارهاب وبيشمركة وحشد شعبي، في استعادة السيطرة على الجزء الاكبر من الاراضي العراقية.
|