يقف العراق على أعتاب مرحلة مفصلية في مسيرته الاقتصادية مع اقتراب عدد من حقول الغاز الطبيعي من الدخول في طور الإنتاج التجاري. هذا التطور لا يمثل مجرد إنجاز تقني في قطاع الطاقة، بل يشكل تحولًا استراتيجيًا في مسار الاقتصاد الوطني، عبر تقليل الاعتماد على النفط الخام، وتلبية الحاجة المتزايدة للطاقة داخليًا، وخفض فاتورة استيراد الوقود. كما يُتوقع أن يسهم استثمار الثروة الغازية في خلق فرص صناعية وتشغيلية واسعة، وتعزيز موقع العراق كمحور إقليمي مهم في سوق الطاقة، في وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على مصادر الوقود الأنظف والأكثر كفاءة. النائب مضر الكروي أكد، اليوم الأحد (25 أيار 2025)، أن أكبر حقل للغاز في العراق بات على بُعد 20 شهرًا فقط من بدء أول عملية إنتاج فعلية في تاريخه. وقال الكروي لـ»بغداد اليوم»، إن «حقل المنصورية الغازي، ضمن قاطع شرق ديالى، سيبدأ بإنتاج أول شحنة غاز بطاقة 100 مليون قدم مكعب يوميًا كمـــــرحلة أولى، وذلك بعد تقليص مدة العمل من 42 شهرًا إلى 20 شهرًا من قبل الشركة الصينية المنفذة بالتنسيق مع وزارة النفط». وأضاف أن «الشركة باشرت فعليًا بفتح الآبار وإجراء الفحــــــوصات الفنية لتسريع الدخول في طور الإنتاج. مؤكدًا أن ما سيحصل يُعد حدثًا تاريخيًا، كونه أول إنتـــاج فعلي للحقل الذي يُعد الأكبر من نوعه في البلاد من حيث الاحتياطيات».
|