اسامة القاضي اصدر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مرسوما يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك استنادا إلى القانون الذي صادق عليه مجلس الشورى الإسلامي مؤخرا، من المعروف أن هذا القانون جاء في أعقاب الهجمات التي شنتها أمريكا والكيان الصهيوني على المنشآت النووية الإيرانية، في الوقت الذي كانت ايران تستعد للجولة السادسة من المفاوضات النووية مع أمريكا!. ومن المعروف أيضا ان القرار لا يشكّل انسحابا من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكنه يجمد العمل بأشكال التعاون مع الوكالة إلى حين تحقق عدد من الشروط، أبرزها ضمان أمن المنشآت النووية والعلماء الإيرانيين. العدوان الأمريكي على المنشات النووية الايرانية كان خيانة صارخة للدبلوماسية وللمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية، وعملية خداع خبيثة تواطا فيها ترامب مع نتنياهو، لسلب ايران حقوقها المشروعة، وبذلك وجه ترامب بتحريض من نتنياهو واللوبيات الصهيونية في امريكا، صفعة قاسية إلى مكانة واعتبار أمريكا في العالم اجمع. لم يكن هناك من خيار امام ايران، التي تعاملت بشفافية مطلقة مع الوكالة الدولية الطاقة الذرية ومفتشيها على مدى سنوات طويلة، وكانت منشاتها النووية تخضع لمراقبة كاميرات الوكالة على مدار الساعة، حتى ان الوكالة لم تخضع برنامجا نوويا في العالم للمراقبة كما تفعل مع البرنامج النووي الايراني، ورغم ذلك لم يتورع مديرها العام رافائيل غروسي عن إصدار تقارير مسيسة كتبت بايد الصهاينة لشيطنة ايران والابقاء على سيف الشك يحوم حول برنامجها النووي السلمي، لذلك لم يكن هناك من خيار امام ايران الا ان تدخل في مرحلة الغموض النووي، بعد مرحلة الشفافية المطلقة، والتي لم تحصد منها سوى العدوان. عندما لم تحصل ايران من انضمانها إلى الوكالة الدولية الطاقة الذرية ومعاهدة عدم الإنتشار النووي، على أي حقوق مثل امتلاكها برنامجا نوويا للاغراض السلمية، وان تكون منشاتها النووية وعلمائها النوويين تحت حماية الوكالة، التي تحولت للأسف إلى ذراع للكيان الاسرائيلي. اللافت أن الكيان الصهيوني، الذي يعتبر الوحيد الذي يمتلك سلاحا نوويا في المنطقة، ولا يعترف بمعاهدة عدم الانتشار السلاح النووي، ولا يسمح لمفتش أممي واحد من الدخول الى منشاتها النووية ، انتقد قرار ايران، ودعا القوى الغربية إلى تفعيل آلية الزناد فورأ!. وهذا الصلف والعنجهية الصهيونية ، هي نتيجة طبيعية لافلاته من العقاب وتقاعس المجتمع الدولي عن الرد على جرائمه في غزة واعتداءاته على لبنان واليمن وسوريا. عندما لم تقم الوكالة الدولية الطاقة الذرية بدورها في حماية المنشات النووية الايرانية، وعندما لم تدن الوكالة الدولية العدوان الأمريكي ألاسرائيلي على ايران، الذي مهد له تقرير غروسي الأخير، ترى ما الذي يدعو ايران الى الابقاء على سطح تعاونها مع الوكالة الدولية الطاقة الذرية، التي كانت ومازالت عين الكيان الصهيوني وأمريكا على البرنامج النووي الايراني؟!. اللافت اكثر أن أمريكا تطالب ايران للسماح لمفتشي غروسي من الدخول إلى المنشات النووية، في الوقت الذي تعلن جهارا نهارا أنها دمرت هذه المنشات بالكامل، فلماذا كل هذا الأصرار على مراقبة برنامج لم يعد له وجود؟!، الا يعني هذا أن أمريكا تستخدم مفتشي الوكالة للتجسس على ايران وليس من اجل التحقق من سلمية برنامجها النووي؟!. اليوم على الثنائي الأمريكي ألاسرائيلي الخائب أن يتعامل بعد الآن مع الغموض النووي الايراني بدلا من الشفافية المطلقة التي لم تجلب لايران سوى العدوان، فالعدوان على ايران ليس كالعدوان على أي بلد اخر، فايران لا ترد الصاعة صاعين فحسب، بل ستقوم بتدفيع الاعداء المباشرين وداعميهم اثمانا باهظة، مالم تروعوي امريكا ومن ورائها الوكالة الدولية، وتكف الأولى عن عبوديتها للصهيونية، وان تكف الثانية عن تبعيتها للصهيونية، وان يدفع الاعداء الخسائر التي تكبدتها ايران جراء العدوان، وان يعترف المعتدون بحق ايران في امتلاك برنامج نووي سلمي، وفي مقدمته حق التخصب، وان تتكفل الوكالة بحماية المنشات النووية الايرانية، وان تقدم أمريكا ضمانات بعدم تكرار الاعيبها وخدعها تحت غطاء الدبلوماسية، وان تتصرف كدولة مسؤولة، وليست كدولة ارهاب، كما الكيان الارهابي الاسرائيلي، عندها فقط يمكن أن تسمح ايران لمفتشي الوكالة من تفتيش منشاتها. |