3462 AlmustakbalPaper.net قرارات «حاسمة ومهمة» بينها تخص «توحيد سلم الرواتب» والبطاقة التموينية .. تقليص الإنفاق وتعظيم الإيرادات AlmustakbalPaper.net المالكي يبحث مع عبد المهدي والكاظمي حوارات تشكيل الحكومة AlmustakbalPaper.net الـداخليـة تمـدد تسجيل أسلحــة المـواطنيـن حتـى نهـايـة 2026 AlmustakbalPaper.net الثقافة توضح بشأن المنحة السنوية للصحفيين والأدباء AlmustakbalPaper.net
‏ ‏الغياب الذي أعاد تشكيل المشهد العراقي
‏ ‏الغياب الذي أعاد تشكيل المشهد العراقي
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
محمد النصراوي
‏لم تكن النجف في ذلك الصباح تحتضن ضوء الشمس المعتاد، كان الهواء ثقيلاً، وكأن المدينة تتنفس بصعوبة ممزوجة بالبارود والغدر، المشهد القصصي يبدأ عادة بنهاية، ونهاية هذا اليوم كانت انفجاراً هز الصمت في محيط رمز ديني ووطني، رجلٌ كان صوته يمثل خط الدفاع الأخير عن هوية جيل كامل في مواجهة عواصف التغيير والمحنة، لقد كان خروجه من حرم الطهر بعد صلاة الجمعة إيذاناً بعودة، لكن القدر رسم له عودة مختلفة، عودة إلى سجل الخالدين عبر بوابة الاغتيال المروع.
‏إن الاغتيالات التي تستهدف الرموز الكبرى ليست مجرد عملية لتصفية جسد، بل هي محاولة آثمة لتمزيق النسيج الاجتماعي والذاكرة الوطنية، وهي في جوهرها حربٌ على المعنى، حين تُغتال شخصية بحجم قائد ظل عقوداً يمثل حالة من التوازن الروحي والسياسي والفكري، فإن الثمن لا يدفعه أتباعه المباشرون فحسب، بل يدفعه الوطن بأكمله، يخلق الفراغ الذي يتركه مثل هذا الغياب فوضى عارمة، ويسقط حائط الصد الذي كان يمنع انزلاق الجماعة نحو الاستقطاب الحاد أو تشتت الرؤية، خصوصاً في المراحل الانتقالية الهشة كالمرحلة التي تلت سقوط الديكتاتورية.
‏كان هذا الرمز تحديداً يحمل مشروعاً يتجاوز الحسابات الضيقة، مشروعاً لترسيخ مفهوم الدولة وجمع الكلمة، وقد كان صوته يمثل مرجعية جامعة قادرة على احتواء التنوع وتوجيه البوصلة نحو الاستقرار.
‏إن تحليل أثر اغتيال السيد محمد باقر الحكيم يكشف أن الهدف الحقيقي للجناة كان إجهاض مشروع الاعتدال والحكمة قبل أن يترسخ، فقد كان القائد المغتال يمثل مدرسة في الصبر السياسي ومقاومة الاستفزاز، مدرسة ترى في الوحدة الوطنية وتغليب مصلحة الشعب على التكتلات الضيقة سبيلاً وحيداً للخلاص، لم يقتلوه لأنه ضعيف، بل قتلوه لأنه قوي، لأنه يمتلك عمقاً تاريخياً وشرعية اجتماعية وروحية لا يمكن لأي قوة مصطنعة أن تنافسها أو تهدمها بالجدل السياسي، أرادوا أن يقولوا بدمه «لا مكان للوسطية في هذه الأرض»، وهو ما يفسر استخدام العنف المفرع الذي تجاوز كل الحدود الأخلاقية والإنسانية في عملية التصفية زماناً ومكاناً.
‏تلك اللحظة المأساوية لم تكن نقطة نهاية، بل كانت نقطة تحول أضاءت مدى استماتة قوى الظلام على إبقاء العراق في حالة من التوتر وعدم الاستقرار، إن إحياء الذكـــــرى السنوية لرحيل هؤلاء القادة العظام لا يجب أن يكون مجرد استعراض عاطفي أو تكرار لخطب محفوظة، بل يجب أن يكون وقفة تأمل استقصائية في الإرث والمشروع، يجب أن تسأل الأمة نفسها، هل استطعنا أن نملأ الفراغ الذي تركــه؟ 
هل سرنا على طريق الحكمة والاعتدال الذي رسمه بدمه؟ الأجوبة الصادقة على هذه الأسئلة هي خير وفاء لدمائه، وإلا فإن اغتيال الجسد سيتبعه اغتيال الفكرة، وهو الخطر الأكبر الذي يهدد أي مجتمع يتخلى عن رموزه المضحية.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=91480
عدد المشـاهدات 75   تاريخ الإضافـة 16/12/2025 - 09:36   آخـر تحديـث 16/12/2025 - 16:21   رقم المحتـوى 91480
محتـويات مشـابهة
المالكي يبحث مع عبد المهدي والكاظمي حوارات تشكيل الحكومة
السفارة العراقية في أنقرة تعلن إعادة طفل عراقي مختطف من قبل داعش منذ 2014 إلى ذويه
خبير اقتصادي يكشف سر سحب الودائع من المصارف العراقية
وزير النقل : الخطوط الجوية العراقية نجحت في إعادة تأهيل 16 طائرة
تشمل جميع المركبات.. التجارة: بدء تطبيق المواصفة العراقية للسيارات مطلع 2026

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا